براء القزاز يخترع جهازاً للكشف المبكر عن سرطان الثدي
رجاء الشجيري
شاب طموح، طالب في ثانوية نينوى للمتفوقين، له العديد من الاختراعات العلمية باستخدام الذكاء الاصطناعي، أبرزها تقديمه مشروع جهاز يتم من خلاله الكشف المبكر عن سرطان الثدي خلال ثوانٍ وبدقة عالية، مجلة “الشبكة العراقية” حاورته واطلعت على تفاصيل مشروعه وأفكاره وقصة نجاحه.
شغف الاكتشاف
براء كانت له أدواته المعرفية والعلمية المذهلة التي تفوق بها على أقرانه. بدأ تعلم الذكاء الاصطناعي وهو بعمر 9 سنوات عن طريق الألعاب الإلكترونية والأوامر البرمجية، إذ يقول: “من خلال هذه الألعاب الإلكترونية التي كنت، وما زلت، شغوفاً بها كما كل الشباب، كنت أركز على أوامر البرمجة المفيدة داخل اللعبة للفوز، ففكرت لماذا لا أستثمر هذه الأوامر والبرمجة الإلكترونية في أمور مفيدة للناس في المجال الطبي عن طريق الذكاء الاصطناعي؟ وقد تأثرت كثيراً بشخصية (أبو الذكاء الاصطناعي.. جوني مكارثي)، فهو أول من مهّد وبدأ بمجال الذكاء الاصطناعي وأحياه.” موضحاً أنه بدأ بتعزيز قراءته ومعرفته في هذا المجال، وكانت أولى خطوات مشروعه في الكشف المبكر عن سرطان الثدي عن طريق الذكاء الاصطناعي باستخدام خوارزميات معينة. مضيفاً أنه: “يتكون من واجهة مستخدم سهلة لكل من الطبيب المتخصص والشخص العادي، وهو أداة سريعة موثوقة تكسر كل الحواجز الزمنية والبيئية والمكانية التي تسهل عملية الكشف، كما يبين الجهاز إن كان الشخص مصاباً أم لا؟ وما نسبة الإصابة؟ إضافة إلى عرض نسبة تطور المرض في المستقبل بناءً على حجم الخلية السرطانية وطريقة حركتها.”
نموذج هجين
(القزاز) بيّن أن أغلب المشاريع تكون واجهات استخدامها معقدة، لا يمكن سوى للمتخصصين في المجال الطبي فهمها واستخدامها، وهي مصممة لتعطي نصائح للطبيب أثناء عمله، ويضيف: أنا قمت بحل كل هذه الفجوات في البحث العلمي للمشروع وقدمت نموذجاً هجيناً متقدماً قائماً على الذكاء الاصطناعي، وهو مزيج من خوارزميات التعلم الآلي والعميق والتعليم المتعلق بالرسم البياني المتمثل بالخوارزميات الآتية:
SVM: Support Vector Machine
KNN: K-Nearest Neighbors
ANN: Artificial Neural Network
PCA: Principal Component Analysis
GCN: Graph Convolutional Network
ResNet-50: Residual Network (50 layers)
وأشار (القزاز) إلى أن هذه الخوارزميات مدمجة جميعها، وتم تدريبها وحققت نسبة ٩٩،٥% وبوقت قياسي هو (خمس ثوان) لإعطاء النتيجة، وهاتان (النسبة والسرعة) – بحسبه – غير موجودتين عالمياً في أكبر الشركات، مثل كوكل ديب ماين، ومايكروسوفت وغيرها.
مضيفاً: “هذا المشروع تم تجريبه على أرض الواقع في المسابقة الدولية التي أقامتها الجامعة التقنية الشمالية، وفي مسابقة أولمبياد الروبوت العالمي المقامة بأزمير في تركيا التي نلت فيها الميدالية البرونزية، وكذلك في المسابقة الوطنية للابتكار والذكاء والروبوت بنسخته الخامسة المقامة مؤخراً في بغداد.”
صندوق أسود
(القزاز) تحدث عن مشروعه الذي حوله إلى تطبيق سهل، وفيه مجموعة أسئلة عن سرطان الثدي، يتم بعدها التقاط ثلاث صور للماموغرام تحللها الخوارزمية، ولا يشترط أجهزة الماموغرام الكبيرة التي تحتاج بنية تحتية كبيرة ومستشفيات كبيرة، بل يمكن إجراؤها في كل دول العالم، حتى الفقيرة منها، أجهزة ماموغرام محمولة تربط بالجهاز ليعطي الدقة المتناهية دون أخطاء.
وعن ميزات المشروع الأخرى يقول القزاز: “إحدى المشكلات التي حلّها مشروعي أيضاً (الصندوق الأسود)، فهو لا يقول إن الشخصَ مصابٌ فقط، بل يقول لماذا مصابٌ أيضاً!”
كما بيّن أن الفرق بين مشروعه وبين جهاز الماموغرام في الكشف عن سرطان الثدي في الوقت والدقة والسرعة، وعدم احتياج مختصين دقيقين جداً، ومستشفيات كبيرة.
جدير بالذكر أن براء القزاز محكّم دولي في سابع أفضل مجلة بالعالم (كومبيوترز أمبيولجي) باستخدام الذكاء الاصطناعي في الطب.
مراكز بحثية
د. باسل محمد، عميد كلية الطب في الموصل، أشاد بمشروع الطالب (براء)، معلناً عن دعمه مثل هكذا مشاريع شبابية مهمة. وكانت للقزاز مشاريع عدة، منها قيامه بعمل جهاز في المجال الزراعي يتم من خلاله اكتشاف أمراض ورق العنب وبدقة وصلت نسبتها إلى 99.3 %.
كما قام ببعث رسالة للأهالي والطلبة مشجعاً إياهم على التوجه لدراسة الذكاء الاصطناعي وعدم التمسك بأحلام الوصول إلى كلية الطب فقط، وذلك للإمكانيات المتاحة لهذا العلم في المستقبل.
وأعرب (القزاز) عن أمنياته أن يولي العراق أهمية واهتماماً بالذكاء الاصطناعي، وأن تكون لديه رؤى للمستقبل، وذلك بتشكيل مراكز بحثية وطنية تدار من قبل الخبراء، أسوة بما يجري في دول العالم المتقدمة، وأن يكون اسمه (المركز العراقي للذكاء الاصطناعي)، ليصبح حاضنة لابتكارات الشباب وداعماً لهم، وأن يكون هذا العلم ضمن مناهجنا الدراسية، متمنياً الدعم التام لمشروعه وتسجيله في وزارة التخطيط، ودعمه من جميع المؤسسات لما فيه من فائدة طبية مهمة للبشرية.