قصة نجاح نـيـشـــــيـروان.. يحوّل هواية صيد الأفاعي إلى مشروع تجاري رابح

38

السليمانية ــ كولر غالب الداوودي/
أمضى نيشيروان حياته بين المزارع يتعقب الثعابين ويلهو بها، مثل كثير من أبناء منطقته، الذين يستمتعون بقضاء وقتهم مع الثعابين. حينما أصبح شاباً بدأ يبحث عن عمل، لكنه واجه صعوبات بالغة في الحصول على عمل جيد ومستمر، وكثيراً ما كان يشعر أنه شاب عاطل عن العمل. لكنه بالصدفة سمع أن الزيوت الأجنبية الغالية تستخرج من الثعابين، لذا بدأ يتابع ويقرأ كثيراً من المعلومات عن كيفية استخراج تلك الزيوت من الثعابين.

مهنة خطيرة
وصل نيشيروان الى قناعة أن بإمكانه أن يخوض المغامرة ويتفرغ تماماً لمهنة مثيرة وخطيرة، لكنها قريبة الى نفسه، فانطلق منذ العام 2018 بفكرة مجنونة تحولت تدريجياً الى مشروع تجاري انتشله من حافة البطالة والعوز والنسيان الى شاب مشهور يحظى منتجه بإقبال كبير. فبعد محاولات عدة ذاق خلالها الكثير من لدغات الأفاعي، نجح باستخراج أول كمية محدودة من زيت الثعابين، ما حقق له مردوداً مادياً شجعه على الاستمرار في مشروعه بدعم من زوجته، حتى ذاع صيته في كردستان، وازداد الطلب على منتجه، ليحوله الى مشروع قابل للنمو مع الطلب المتزايد عليه، ولاسيما أنه الشخص الوحيد في العراق الذي ينفرد بهذه المهنة.
في صبيحة كل يوم اعتاد هذا الشاب الكردي البحث عن الأفاعي في المناطق الزراعية والجبلية، يفتش عن أماكن وجودها، وكثيراً ما كان يصادف أفاعي سامة، لكنه كان حذراً، كما أنه يعرف -منذ كان طفلاً- كيف يميز بين الأفاعي السامة وغير السامة، وقد اكتسب منذ تفرغه لهذا العمل خبرات كبيرة.
بين الأفاعي
يصطاد نيشيروان الأفاعي غير السامة بيده، فيما يقبض على الأفاعي السامة بواسطة أدوات خاصة، ما يجنبه التعرض إلى لدغاتها المميتة، لكنه تعرض كثيراً إلى لدغات الأفاعي غير السامة، وهي لدغات تسبب قليلاً من التحسس والاحمرار في الجلد وتنتهي لوحدها.
يركز فتى السليمانية على نوع معين من الأفاعي لاستخراج الزيت منها، ومنها الثعبان الأسود المعروف بـ (العربيد) الذي يخافه كثير من الناس، مع أنه في الحقيقة غير سام. ويؤكد نيشيروان بأن الزيت الذي ينتجه يستخدم في تغذية الشعر وتطويله ومعالجة مشكلات الشعر عند النساء، وكذلك يستعمل لتثخين اللحى عند الشباب والحواجب أيضاً، وتعتمد الكثير من الشركات العالمية على زيت الأفاعي في إنتاج أدوية ومستحضرات إطالة الشعر.
مشروع رابح
_ يقول نيشيروان إن حالته المادية في تحسن، وإنه بدأ يوسع عمله، وانتقل من الصفحات على مواقع التواصل الى محل كبير في السليمانية، وهو يتلقى طلبات من مختلف المدن العراقية للحصول على الزيت الذي ينتجه، فقد تيقن أنه نفذ مشروعاً رابحاً ومدراً للدخل، على الرغم من صعوبات العمل. ويشير الى أن منتجه حظي بعد عملية الفحص في المختبرات بموافقة الجهات الصحية في كردستان، كما حصل على موافقة أمنية لتربية الثعابين غير السامة. معرباً عن سعادته لأنه أصبح إنساناً منتجاً يوفر دخلاً جيداً لعائلته من هواية حولها الى مشروع ناجح يتزايد الإقبال في الحصول عليه. كما يوضح نيشيروان أن عملية لإنتاج الزيت، فضلاً عن مخاطرها، فهي عملية شاقة قد تستغرق 40 يوماً وتمر بـ 8 مراحل وأنه يبقي الزيت تحت الأرض لمدة 20 يوماً حتى يصبح جاهزاً للاستعمال.