هدى الكاظمي.. بقرض من بنك عراقي تقتحم عالـم الســــينما
ريا عاصي
هدى الكاظمي، شابة عراقية طموح، وهي محاربة من الدرجة الأولى، فبعد أن درست إدارة الأعمال في الجامعة الأردنية، حيث البلد الذي تقيم، أصرت على العودة إلى العراق والالتحاق بصفوف صنّاع السينما العراقية، فدخلت العديد من الورش، وبدأت مسيرتها كمساعدة مخرج في أفلام سينمائية عراقية عديدة، منها الروائية الطويلة ومنها القصيرة.
عملها كمساعدة مخرج في فيلم (شارع حيفا) لمهند حيال، دفعها لتأسيس شركة (عشتار العراق للإنتاج الفني) عام 2017. هذه الشركة تركز على إنتاج أفلام عراقية وعربية مستقلة، بما في ذلك أفلام روائية ووثائقية ورسوم متحركة، مع السعي لرفع مستوى الإنتاج الفني العراقي وربطه بالسوق العربي.
من أبرز أعمالها فيلم (جنائن معلقة)، الذي حصد ترشيحات للأوسكار وأشاد به النقاد كملحمة سينمائية تعكس قصصاً عراقية مؤثرة. وكانت قد عملت برأسمال عراقي عن طريق اقتراض مبلغ من البنك بضمان منزل عائلتها، وتحديها الآخر حين أوكلت الفلم إلى صناع عراقيين. كما أسهمت شركتها في إنتاج أفلام قصيرة ووثائقية عرضت في مهرجانات دولية، منها فيلم (موصل 980)، الذي لفت الانتباه إلى قضايا إنسانية مهمة، وفيلم (النازح الأخير) لمهند حسن السوداني، وفيلم (ساعة السعادة في بغداد) لأيمن الشطري، وفيلم (كلشي ماكو) للمخرجة العراقية ميسون الباججي، وفيلم (البصير) للمخرج علي طوفان.
جرى تأسيس غرفة الكتابة على يد الكاتب والمخرج مصطفى ستار الركابي عام 2020، بالتعاون مع هدى الكاظمي في إدارة العمل، ونتجت عن غرفة الكتابة نصوص ومسلسلات عديدة، منها (قصص لجابر) الذي عرض في قناة الفرات.
وفي عام 2022 أسهمت شركة عشتار في تصميم دورات وورش لمجموعة من السينمائيات، نتجت عن هذه الورش خمسة أفلام قصيرة من مختلف محافظات العراق.
هدى الكاظمي، بالإضافة إلى عملها ودأبها في صناعة مناخ صحي سينمائي عراقي، فهي قد أسهمت في صناعة عائلة عراقية بمهارات سينمائية ممتازة من مساعدي إخراج، وفنيي صوت، وكتّاب سيناريو، ومصممي أزياء وديكور، ومنتجين، وفنين. وهي تحرص على خلق جو صحي وتهتم بالبيئة وكيفية الحفاظ عليها. كما أن هذا الحلم والشغف والعطاء نقلته وتقاسمته مع توأم روحها منى الكاظمي، التي تدير شركة عشتار اليوم اثناء غيابها المؤقت لمحاربة السرطان.
هدى تعتبر مصدر إلهام للمواهب العراقية النسائية في مجال السينما والحياة، وتعمل من أجل التغلب على التحديات التمويلية والإنتاجية التي تواجه صناعة الأفلام في العراق. وتحارب في ذات الوقت مرضها من خلال تطوير العمل ووضع الخطط المستقبلية لشركة عشتار.