الأضرار والمنافع في إدمان تصفح المواقع

1٬157

#خليك_بالبيت

خضير الحميري /

المنافع كثيرة بالتأكيد لمن يرغب فيها ويسعى اليها، والأضرار كثيرة أيضا لمن لا يتجنبها، هذه خلاصة الأجابة التي تخطر على البال فور مطالعة العنوان الكاريكاتيري أعلاه، ولكني بدأت أتحفظ على الإجابات الجاهزة بعد أن شاهدت فلما وثائقيا بعنوان “المعضلة الأجتماعية” من إنتاج 2020 يتناول هذا الموضوع بشهادات حية للقائمين عليه، ومبتكري تطبيقاته، وناثري الأغراءات والمشهيات على وجباته، ثلة من الشباب العباقرة من العاملين في فيسبوك وتويتروإنستغرام وسناب جات وكوكل وجيميل ويوتيوب و واتساب وغيرها، جمعهم المخرج ليسألهم “الى أين تقودون العالم”، إعترفوا جميعهم بأن التطبيقات تتجسس على المستخدمين وتتعرف على ميولهم ورغباتهم، وتقودهم الى الوجهة التي تريد، كما إعترفوا بأن البرامج والتطبيقات يمكن أن تكرس الأخبار الزائفة التي تؤجج مشاعر الناس وتقودهم الى الأدمان والتمرد، وعرضوا نماذج حية لأنتفاضات الناس في بلدان متفرقة كانت هذه التطبيقات هي التي أشعلتها وأججت المشاعر فيها، كما إعترفوا بأنهم لايسمحون لأبنائهم لعمر معين قد يمتد لما بعد الدراسة الثانوية من أستخدام هذه التطبيقات لأنها تشوش فهمهم للعالم وتحرمهم من التمتع بما حولهم.
عرض الفلم صورة تقريبية لما تفعله وسائل التواصل من خلال بناء نموذج لكل مستخدم مستخلصة من قائمة بحثه، بحيث تتلائم الأعلانات والعروض التي تصله بما يناسب الظرف الذي يمر به من عشق أو إجباط أو رغبة بالسفر والثراء أو شهية مفتوحة للأكل أو إعجاب بشخصية معينة بما يعزز ثقته بالجهاز الذي بين يديه، ويشعره بأن هناك من يتفهم تطلعاته أكثر من أقرب الناس اليه.
وأذكر إني حين كنت أروج لمعاملة تقاعدي أكثرت من البحث ولأيام حول قانون التقاعد، والحياة بعد التقاعد، وكيفية إحتساب الراتب التقاعدي والتقشف المطلوب ليتم معي الشهر، ثم لاحظت إزدياد الأعلانات التي تخبرني عن أفضل الطرق لأستثمار منحة التقاعد في شراء عقار على شواطيء الريفيرا !