الأمن التنفسي!
يتحدثون عن الأمن القومي والأمن الغذائي والأمن الأقتصادي والأمن الثقافي.. وأريد أن أتحدث هنا عن أمنٍ جديد من إبتكاري وهو (الأمن التنفسي)، أقول من إبتكاري لأني على معرفة وثيقة ببعض المحللين الذين سيلطشون المصطلح وينسبوه لأنفسهم في أول لقاء تلفزيوني وتذهب جهودي الأبتكارية أدراج الرياح.
خطر على بالي هذا المصطلح بعد الأذى الذي ألحقته العواصف الترابية خلال الشهرين الماضيين بأجهزتنا التنفسية، حيث إحتلت مسألة الحصول على هواء خال من التراب أولوية كبيرة فاقت في أهميتها كل الحصون (الأمنية الثقافية والأقتصادية والغذائية) التي نتمترس خلفها، وبغض النظر عن أسباب هذه الهجمة الغبارية ومصدرها، فأن الأمن التنفسي يتطلب منا إجراءات إستباقية تدافع عن رئاتنا الهشة، وتخفف من أعباء صالات الأنعاش التنفسي، قبل أن نلتحق بها جميعا.
ورب سائل يسأل عن ماهية هذه الأجراءات الأستباقية التي قد تؤدي الى إستتباب الأمن التنفسي و إنسيابية الشهيق والزفير، وهل بأمكانها إيقاف هذه الظاهرة المناخية، ومع إني أقف عاجزا عن الأجابة الشافية، لكني أدعو مثلما يدعو الناس في مواقع التواصل الى نصرة الغطاء النباتي في معركته الطاحنة ضد جشع التجريف، كخطوة أولى تتبعها خطوات تلطيفية أخرى، كتشجيع إستخدام الشبابيك والأبواب المحصنة ضد تسلل الغبار، ومعاقبة من يقلع شجرة بزرع شجرتين، ومواجهة من يتجاوز على مساحة خضراء .. بالعينٍ الحمراء!