الحياة تطبيقات !
خضير الحميري
رسمت قبل أكثر من عشر سنوات مجموعة كاريكاتيرية تحت عنون (الحياة مسِجات)، حين كانت الأم تنادي أولادها للعشاء بمسج، وتعزم صديقتها بمسج، وتطلب إجازة من الدائرة بمسج، حين كانت الزوجة تزعل بمسج، ولا تتصالح إلا بعشرين مسجاً..
واليوم أجد أن حياتنا قد اصطبغت بصبغة جديدة، تحولت معها المسجات إلى حكاية قديمة من حكايات العصر الحجري.. فهو عصر التطبيقات: تطبيق لطلب التاكسي، وتطبيق لطلب الباجة، وآخر لطلب المندي، تطبيق للبحث عن وظيفة، وتطبيق للبحث عن بنت الحلال، تطبيق لقراءة الكتب، وتطبيق لقراءة الطالع، تطبيق لمعرفة طريق الذهاب وآخر لطريق الإياب..
تطبيقات لها أول وليس لها آخر، معاملتك تروّج بتطبيق، وبضاعتك تسوّق بتطبيق، ونزهتك تتطلب تطبيقاً، للفرح تطبيق وللحزن تطبيق، حجز موعد للمقابلة بتطبيق، وحجز موعد غرامي بتطبيق، الاستشارة بتطبيق، والاستخارة بتطبيق، تعلم اللغة بتطبيق، وتعلم الغش بتطبيق، متابعة الأخبار بتطبيق، ومشاهدة الأفلام بتطبيق، حجز رحلة بتطبيق، وحجز الفندق بتطبيق، وحجز موعد لعقد الزواج.. بتطبيق!!
تطبيقات للتسوق والدردشة والتعارف والتشغيل والتطبيل، المطاعم والمقاهي والكازينوهات، الوجبات الخفيفة، والنكات الثقيلة، تطبيقات لعشاق السحر وأخرى لمريدي الشعوذة، تطبيقات للتنحيف، وأخرى للتسمين، تطبيقات لتجهيز القوزي والكبة والكباب والهبيط والمقلوبة والمسكوف والتبسي، وصولا للمحروك اصبعه..
الحمد لله أننا مازلنا نتنفس.. بلا تطبيق!