الدرس المطلوب!
خضير الحميري /
من خلال متابعتي لما ينشر في وسائل التواصل، لمست تذمراً وجدلاً يتذبذبان صعوداً إلى قمة التفاؤل، وهبوطاً إلى وادي التشاؤم، حول ظاهرة التردي السلوكي والأخلاقي لدى جيل يعتمد في تربيته على ما يشاهده من فديوهات وبوستات وما يبديه من تعليقات تسمح له بالتطاول والتنكيل والتشفّي والتنمّر من دون أن يحدّه حد، أو يردعه رادع..
عزا الأول هذه الظاهرة إلى غياب الدروس التوجيهية في المدارس، أجابه الثاني: ليتخلص المعلم من تطاول الطلاب وتنمرهم أولاً، ثم يتفرغ بعدها لتوجيههم..
قال الأول: أقصد دروس تربوية تصاعدية من الابتدائية إلى الجامعة، أجاب الثاني: سيكون حالها حال درسي التربية الفنية والتربية الرياضية الشاغرين دائماً وأبداً..!
قال الأول: بل تكون دراستها إلزامية وأساسية للنجاح، أجاب الثاني : في هذه الحالة نكون قد وسعنا من سلطة البراشيم!
قال الأول: يمكن أن نجعله درساً محبباً ومشوقاً للتلميذ، أجاب الثاني: الرياضة والفنية كانا محببين ومشوقين قبل أن تلتهمهما دروس الفيزياء والكيمياء والرياضيات لإكمال المنهج!
قال الأول: درس يتعلمون فيه التعاون وحب العمل، أجاب الثاني: حين يجدوه !!
قال الأول: ويتعلمون أدب الحديث والكلام المهذب، أجاب الثاني: ستقدم لهم الحوارات والمناظرات التلفزيونية محاضرات معاكسة!
قال الأول: نعلمهم على النظام والاحترام، أجاب الثاني: سيدرخون المنهج وينجحون.. و يرسب النظام .. والاحترام ..!