الكتاب والمستقبل! على هامش معرض بغداد للكتاب..
خضير الحميري /
لطالما تخيلت وأنا طالب في مرحلة الدراسة الأعدادية لو ان كتاب (الحيوان) أو (النبات) الذي كنا ندرسه تحول الى كبسولة ابتلعها واحفظ كل مافيه من شروحات ورسوم وتفاصيل وفروقات وتعليلات وتعدادات وهوامش، أو ان قصائد كتاب النصوص تتحول الى عصير أشربه جرعة واحدة وأبدأ بالتغريد أمام المدرس كالبلبل، والأمر ذاته مع الكتب غير المنهجية، وإلا كيف يمكن قراءة كل الروايات والأشعار والملاحم والأساطير وكتب الفلسفة والموسوعات والسير وكتب التاريخ والاجتماع والفن والآثار وعلم النفس، من دون أن نشربها هكذا دفعة واحدة مع .. القليل من الماء!!
أصارحكم أن هذا الخيال ما زال يرافقني كلما دخلت معرضا للكتاب، أو زرت شارع المتنبي أتمنى لو كان بالأمكان (تحميل) الكتب مباشرة من الرف الى تلافيف الدماغ دون عناء، ربما باستثناء عناء شطب بعض الرفوف والصنوف التي قد تلوث الدماغ بمضامينها المتهالكة والمهلكة.
والآن مالذي تحقق من هذا الحلم؟
أظن ان ما تحقق يبشر بمرحلة (العصير) أو (الكبسول) ، يكفي ان الكتاب الافتراضي بات حاضرا بقوة، وان معدل ما نقرأه الكترونيا بات يفوق قراءاتنا الورقية بكثير، وأن فلاشة صغيرة قد احملها في جيبي تحوي أضعاف ماتضم أكبر المكتبات..
ومع ذلك.. فهناك مئات أو آلاف وربما ملايين الكتب مازلت أنتظر… لأشربها عصيرا !!