الماطور جتّال صاحبه!

2٬215

خضير الحميري /

لم أرسم هذه الرسوم لمحاججة القول الشعبي المأثور حول جناية “الماطور” على صاحبه ، ولست بصدد تقصي حقيقة ما يشاع حول السوابق التي اقترفها “الماطور” كي تتلوث سمعته ويوصم بهذا الحكم المؤبد، ولكني اكتشفت من خلال الوقائع التي نعيشها بأن الماطور لم يعد “جتّال” صاحبه، فخطره الأول ليس موجهاً لصاحبه، فهو يهدد كل من تسوّل له نفسه أن يستخدم الطرق أو المسالك والدرابين التي يمكن أن يسلكها الماطوريون الأشاوس، وهذا يشمل بطبيعة الحال كل الشوارع والأرصفة، المبلطة والترابية ،الرئيسية والفرعية، في الأحياء الراقية والفقيرة، باتجاه السير أوعكسه، بطول الشارع أو عرضه، فأنت في دائرة الخطر الماطوري سواء أكنت ماشياً أو جالساً، راجلاً أو راكباً، صاعداً أو نازلاً، صافناً أو منتبهاً!!

يتفنن الماطوريون في تجاوز السيارات والمارّة بطريقة خاطفة، وبشكل أفعواني، يربك السير ويصفع المارة بعطر الدخان وزعيق الصالنصات المثقوبة، بحركات سريعة ومفاجئة يمكن أن تطيح بهذه السيدة أو ذاك الطفل، ولو كنا ممن يركنون الى الإحصائيات لاكتشفنا بأن الماطور في ظل غياب الضوابط والأعمار المشمولة وإجازات السوق وإجراءات السلامة قد وسع صلاحياته من “جتّال” صاحبه، الى جتّال صاحبه وصاحب صاحبه وصاحب صاحب صاحبه !!