المحاصصة البغيضة!
خضير الحميري /
لايرد ذكر المحاصصة على لسان السياسيين إلا أعقبوه بوصف (البغيضة) أو ماشابهها من أوصاف، وهذا (برأيي المتواضع) نكران جميل واضح فاضح لمن تلقفتهم وإحتضنتهم وأوصلتهم إلى سدة المسؤولية، وهو نكران لايليق إلا بالنكرات، ويحق للمحاصصة في هذه الحالة أن ترفع شعار(اتق شر من أحسنت إليه ونغنغته بالامتيازات).
وقد لاحظت وأنا أتابع جلسات حوارية تلفزيونية مختلفة أن المتحاورين مجمعون على هذا الوصف وليس هناك من يتساهل مع هذه المسكينة ويعطيها بعضاً مما تستحق من إطراء ومديح للخدمات التي قدمتها طوال مسيرتها (المشرفة)، والغريب أن من يصفونها بهذه العبارات السيئة يرفضون (حتى ساعة إعداد هذا الكاريكاتير) ترويج معاملتها للإحالة إلى التقاعد رغم (عجزها) و بلوغها السن القانونية بذريعة أن الحاجة إلى خدماتها مازالت قائمة.
مما إضطرني (للبحوَشة) في قواميس اللغة عَلّي أكون متوهماً في فهمي لمفردة (البغيضة) ربما كانت في إحدى معانيها تتضمن إنصافاً أو إطراءً للموصوف، فوجدت أنها تعني: ممقوتة، غير محبوبة، غير مرغوبة، مكروهة..
كل المعاني والدلالات تشير طبعاً إلى الذم وتحمل معاني النفور، غير أننا نستخدم الذم بمقام المدح أحياناً ولاسيما في حالات الحب المتأجج الذي لاتشبعه كلمات الغزل المتداولة، فحين تزعل حبيبة مع حبيبها تقول له (روح بعد ما أحبك) أو( ما أريد أشوفك) أو (عابتلك ..إشكد مكروه)..
وعليه يحق لي أن أشك بأنهم إنما يذمونها.. ماااادحين!!