المصلحة العامة المصلحة الخاصة!

2٬040

خضير الحميري /

مع ان الحد الفاصل بين المصلحتين بيّن، لا لبس ولا غموض فيه، الأولى تعني المنفعة العامة بكل ما يتصل (بالعامة) من قوانين وقرارات وأنظمة وتعليمات ودوائر وهيئات وخدمات وميزانيات وموازنات ومنافع وتخصيصات وإيفادات وتعيينات، والثانية تعني الجيب الخاص والنفع الخاص والكسب الخاص والهدايا الخاصة والعمولات الخاصة والارصدة الخاصة وكل مايتصل بالخاص والخاصة من طمع وجشع وشراهة تعرف كيف تبتدئ ولا تعرف أين تنتهي.

ورغم ان الانخراط في “الأولى”يمكن أن يعود بالنفع على “الثانية”وهذا شيء طبيعي في مجال تبادل المنفعة، الا ان محاولات طمس الحدود الفاصلة بينهما، وتحقيق وحدة “فورية اندماجية” تصبح بموجبها الأولى ثانية والثانية أولى، تجري غالبا بسعي أفعواني حثيث من الثانية بحجة التفاني في خدمة الأولى، على كثرة العصافير التي تضربها وتطيح بها الثانية من شجرة الأولى.

ونحن نعرف طبعا (بسبب تكرار عرض الفلم) ان هذا الاندماج يحصل دائما وأبدا لإنعاش الثانية وخراب الأولى، تسمين الثانية وإفقار الأولى، تكديس الأرصدة في حساب الثانية، وتكرار العجز في حساب الأولى..

ومن أكثر مشاهد (الفلم) غرابة حين تنتهي العلاقة بين البطلين الى التفريق (بالتغاضي)!!