تَحَرُش

1٬419

خضير الحميري /

يخرج المتحرش من منزله، أو يقفز من جدار المدرسة (أو هكذا أتخيل) وفي ذهنه الخَرب صورة واحدة لكل فتاة يلتقيها، تتطابق مع خياله الذي شحنه مطولا بالأفلام والفديوهات الماجنة، صورة الفتاة (الممكنة) الراغبة، المتلهفة، المستجيبة لفتنته الطاغية ولسانه الذرب.

يمشي في الشارع أو السوق أو يدخل الدائرة منتفخا، مدججا بما (شذ وخاب) من منبوذ الكلام والحركات البذيئة، سريعة الإطلاق عن الحاجة، ولأن العائلة والمجتمع، والعرف كذلك، تطالب الفتاة بالستر وعدم الشوشرة، فإن أغلب الفتيات يركّن في مثل هذه المواقف الى الصمت، خوفا أو خجلا وخاصة إذا كانت في مكان عام، ولكن صاحبنا بخياله المنقوع بالدناءة يفسر هذا الخوف أو الخجل بأنه نوع من الاستجابة ولذلك يزيد من عيار البذاءة، بانتظار القطاف السهل، ولنفس حيثيات (الستر) فإن الفتاة نادرا ما تلجأ الى القانون للجم مثل هذه التصرفات، تخشى أن تخدش سمعتها ، كما تخشى أن نحملها المسؤولية عما حدث، بسبب لبسها أو مشيتها أو جمالها، ولذلك حين تستقصي عن إحصائيات التحرش ستجدها متدنية..

وستجد نفسك متجنيا على أخلاقيات المجتمع القويم!