حروب سيبرانية!
خضير الحميري /
من سنوات قليلة دخلت هذه العبارة حيز التداول الدولي، وعرفنا أن الإنترنت، هذا العالم الشائك بكل (ألعابه) وتقنياته اللطيفة التي هللنا لمقدمها، يمكن أن يتحول إلى لعبة قاتلة، تتصارع فيها الدول وتستعرض مهاراتها في إلحاق الأذى بخصومها، تحرق وتفجر وتدمر وتعطل. ولايكاد يوم يمر من دون أن نسمع بهجوم سيبراني يشن ضد هذه المؤسسة أو تلك الشركة، هذه الدولة أو تلك الفعالية. وعلى عكس الهجومات الحربية التقليدية التي نعرف فيها الضارب والمضروب، ونراقب قعقعة السلاح في الأجواء وعلى الجبهات، فإننا لا نرى في الحرب السيبرانية سلاحاً ولا نسمع جعجعة ولا نتبين ملامح الضارب أو أضرار المضروب.. إلا نادراً!
يبدو أن أجمل ألعابنا تُسرق منا لصالح الحروب، وإلا من كان يتصور أن الطائرة الصغيرة التي يلهو بها أطفالنا بـ (الريموت كونترول) لتحلق في حديقة المنزل، وقد تعبر إلى حديقة الجيران قبل أن تنفد بطارياتها وتهبط اضطرارياً، يمكن أن تتحول إلى أداة حربية فتاكة تحمل اسم الدرون (أذكر رسماً كاريكاتورياً للفنان رائد نوري نشره في السبعينيات عن طفل يلعب بطائرة ورقية تعلو فوق بيت الجيران، والجار يصرخ منفعلاً: هذا انتهاك صارخ لمجالنا الجوي)!
أما على النطاق المحلي فقد اشتهرنا بحروبنا الإلكترونية المعهودة، من تسقيط وتشهير وتزوير وتحوير وتهكير، وتمكنا بسبب الحاجة الماسة لتنفيذ هذه المهام الجليلة من إنهاء البطالة لدى الذباب، بفتح أبواب العمل له ليعمل.. بصفة: ذباب إلكتروني!