رقم قياسي في التهافُت على التحليل السياسي!
خضير الحميري /
أصارحكم بأن نفسي الأمّارة (بالسوء) قد حدثتني مراراً أن أترك رسم الكاريكاتير وأتجه الى التحليل السياسي، فالكاريكاتير كما تعرفون فن محفوف بالمخاطر، وعائداته المادية والمعنوية لاتتناسب على الإطلاق مع الجهد الفني والفكري المبذول فيه، وبإمكان أي رئيس تحرير أن يُسرحك بالقنافذ بجرة (ألم)، وهذا الوضع لايُقارن طبعاً مع كنز التحليل السياسي بمنافذه المتعددة والمتجددة، وبمردوده الباذخ، حيث لا يتطلب الأمر سوى قاط ورباط ومصطلحات برّاقة بالإضافة إلى حزمة من المعلومات العامة ومتابعة (أو اختلاق) لما يجري على مسرح السياسة وكواليسها، ولابأس من الادعاء بأنك تستقي معلوماتك من مصادر خاصة لن تبوح بها.
حدثتني نفسي الأمّارة بدخلٍ أفضل، وأنا أتفهم حديثها اللحوح طبعاً، ولذلك حزمت أمري على مطاوعتها، غير أني القادم من ( فن) لايمارسه سوى عدد محدود من المجازفين بلقمة عيشهم، وجدت أمامي طوابير لها أول وليس لها آخر من المحللين السياسيين والرياضيين والقانونيين والنفسيين المخضرمين والمبتدئين لم أستطع أن أجد لي بينهم موطئ قدم، وقد تسلّحوا بلائحة طويلة من أرقام المسؤولين وأرقام القنوات الفضائية وأسماء المحاورين في برامج التوك شو، وهم يتبارون بخبراتهم المصفحة حول توجهات القنوات وتقلباتها وقيمة المكافأة المقابلة لكل موقف أو تصريح يبدأ بترنيمة (بالحقيقة والواقع) بغض النظر عن صلتها بالحقيقة والواقع!!
ولذلك.. ردّيت وجدامي تخط حيرة وندم!!