ركوب الموجة!!

1٬506

خضير الحميري /

لا أعرف من أين أتانا هذا المصطلح الرياضي ليزين حديثنا اليومي بدلالته الملغّزة ونحن أصلاً بلا بحار أو محيطات لنركب أمواجها، فركوب الأمواج رياضة تشتهر بها بعض السواحل البحرية ويزاولها رياضيون مغامرون مغرمون بركوب ألأمواج على ألواح خاصة، ينجح منهم من يعرف أية موجة يركب، ومتى يتزحلق منها الى موجة بديلة بحسب أهواء وتبدلات (البحر)، ويفشل من لا يقرأ حجم واتجاه وارتفاع ومميزات الموجة التي يركبها، فترميه على الشاطئ محطماً إن لم تتسبب بهلاكه.
ولو كان الأمر بيدي لأصدرت كتيباً صغيراً لتعليم الراغبين بركوب الأمواج في خمسة أيام بلا معلم، مادامت الأمواج ومتعة (ركوبها) مغرية ومطلوبة في كل زمان ومكان، أدون فيه المهارات الأساسية التي تتطلبها هذه (الرياضة)، وحجم اللوح المستخدم فيها، وإجراءات السلامة والأمان لتلافي المطبات التي تخلّفها الموجات (الفاشوشية) التي لا تسمن ولا تغني من جوع، والآليات المطلوبة للقفز من موجة (متلاشية)الى أخرى (ناهضة) من دون إثارة الشكوك من سياسة اللعب على (الأمواج) التي يتبعها، مع تنمية القدرات التحليلية لاستقراء الموجة الغالبة والموجة المغلوبة، الموجه المُتعبة والموجة المتعوبة!
ويمكن أن أخصص فصلاً من الكتيب لتوضيح مزايا كل موجة ومقدار (الارتفاع) المضمون لراكبها والفترة التخمينية لهبوطها وتلاشيها، كيما يكون (الراكب) مستعداً للقفز الى سواها في الوقت المناسب، والتحذير من أماكن تواجد الحيتان وأسماك القرش التي تتربص بقليلي الخبرة من (راكبي) الأمواج!