طك بطك!

2٬300

خضير الحميري /

طك بطك.. تعبير عراقي محير، ومنحوت بصورة عجيبة، ولذلك فهو مكتنز بالمعاني والدلالات الدفينة، قد نترجمه الى عبارة “بمنتهى الصراحة” لكنها وبمنتهى الصراحة لا تفي بالغرض، أو عبارة ” من الآخر” ولكن هي الأخرى لا تحيط بفلسفة عبارتنا الشعبية المتفردة.
اللفظ في أول تأويلاته يحيلك الى “أرض المعركة” فهناك (طك) و(طك) مقابل، هجوم وهجوم مقابل، غش واختفاء واستطلاع واقتفاء أثر، وبوصفها أرض معركة فعلا أو مجازا فإنها لا تخلو من الخسائر في أحد الجانبين أو كليهما بحسب شدة الطك ودقة التصويب.
ويحصل حين نتابع حوارا تلفزيونيا ويحتدم النقاش أن تقفز هذه العبارة من هذا الجانب أو ذاك، وهذا يعنى فيما يعنيه إن ما سيلي هذه العبارة (ينسف) ما سبقه من حديث ذات المتكلم والمتكلمين الذين يشاركونه الجلسة، فقد كان الحديث قبل (الطك) يخوض في ساحة مغلقة مغلفة بالمداهنات والمناورات اللفظية، لينتقل بعدها الى ساحة مكشوفة ومهيأة تماما (للمكافش).
ومع ذلك.. يبقى هواة الطك بطك بين القبول والرفض الاجتماعي والسياسي، هناك من يتقرب اليهم ويستمتع بطكطكاتهم ويروج لها، وهناك من يبتعد عنهم ويأنف عن مجالستهم تحت شعار:
(الطك) اليجيك منه ريح .. إبتعد عنه واستريح !!