قفّاصة!
خضير الحميري/
المفردة بمعناها السائد عراقية أبا عن جد، سمعتها أول مرة منتصف التسعينيات، وربما كانت شهادة ميلادها تعود لسنوات أسبق، لا أدري، وكنت أظن أول وهلة انها تعني باعة الأقفاص، على وزن (سماجة) باعة السمك،و(عتاكة) باعة العتيق، و(جماسة) مربو الجاموس، وغيرها ، حتى تطوع أولاد الحلال لتصحيح فهمي للمفردة (عمليا)..
ومعناها الشعبي واضح وضوح القفص.. أقصد وضوح الشمس، فهي تعني ايقاع أحدهم في قفص الاحتيال، من خلال غشه والاسحواذ على فليساته، أو أملاكه، وإجلاسه على الحديدة، وكان التقفيص عند نشأته يمارس على نطاق ضيق لايتعدى المحفظة ومحتوياتها البسيطة، ثم توسع القفص وتوسعت تبعا له (مهنة) التقفيص.
تأتي المفردة في عبارات واشتقاقات مختلفة مثل..(دير بالك من القفاصة) وتقال للتحذير، (خوما قفصوا عليك) وتقال بعد انتهاء فعل التقفيص، (مبين عليه أكبر قفاص) تقال بصيغة الذم الذي يشبه المدح، (خوش تقفيصة) تقال عند تقاسم الغنيمة (مقفوص من كاعه) تقال عن الشخص المفلس، (قفاص درجة أولى) وهي درجة لا ينالها إلا ذو (قفصٍ) عظيم.
والمفردة في أصلها فصيحة كما يعلمنا قاموس المعاني الأنترنيتي، قفصَ يقفصُ قفصا، فهو قافص، والمفعول مقفوص، قفص الطائر، حبسه في قفص (بمعنى اصطاده)، قفص الحيوان ربط رجليه ، قفص المرض الرجل، أوجعه، آلمه، وجعله يندب حظه العاثر!
ولكم حق الاختيار في التقفيص.. العامي أو الفصيح!