كشف الأسرار بأستخدام تقنية الفار!
خضير الحميري /
لا أكتمكم إعجابي بما أحدثته تقنية “الفار”من عدالة في إصدار الأحكام الكروية بعيدا عن تحايل نيمار و(جقلمبات) سواريز، ومصدر اعجابي يرتكز حول إيمان الفرقاء بدقة “الفار” حيث ينتظراللاعبون حُكم “الفار” باجتهادات متباينة، ولكن ما أن يصدر الحُكم حتى يذعن له الجميع بلا أدنى اعتراض أو تشكيك. ولذلك قدحَ في خيالي الشارد مقترح لتعميم هذه التقنية الساحرة على مختلف مرافق حياتنا، الاجتماعية والسياسية والثقافية والفيسبوكية، ولكم أن تتخيلوا مثلا حجم النزاعات العشائرية التي سيحسمها “الفار” ويفضح مفتعليها ممن يُسقطون أنفسهم عمدا في منطقة جزاء الخصم طمعا في الحصول على ضربة (فصل). أما إذا طبقناها على مصادر تمويل الأحزاب والتكتلات، فإننا سنكتشف العجب العجاب ونحن نتابع التسجيل يعاد علينا المرة تلو الأخرى بالحركة البطيئة وهو يصور كل عمليات الاستلام والتسليم البريئة. أما الميدان الذي ستثبت فيه هذه التقنية جدواها الفائقة فهو مكافحة الفساد، الذي استعصى على كل التقنيات السابقة بما استنزفته من أموال طائلة، فما أن يشُم الحكم رائحة فساد هنا أو هناك حتى يصفُر ويحرك يديه في الهواء على شكل مستطيل ثم يضغط السماعة الصغيرة في أذنه ليسمع ماتتوصل اليه لجنة “الفار” من حُكم نهائي بحجم ونوع تلك (الفضيحة) واللاعب أو اللاعبين المتسببن بها، وإن استعصى الأمر على اللجنة يهرول بنفسه الى شاشة صغيرة ثم يعود مهرولا بعد دقيقة أو دقيقتين “وليس بعد سنة أو عشر سنين كما معمول به حاليا” وهو يشير بإصبعه الى اللاعب المتسبب بتلك الرائحة ويشهر بوجهه الورقة الصفراء أو الحمراء أو السوداء “هذه عقوبتها السجن فما فوق”.
وهكذا سيكف المفسدون والمرتشون والمتملقون والطائفيون والمزورون عن أفعالهم المشينة لأن تقنية “الفار” المقترحة..لهم بالمرصاد..
ولكن ..جل ما أخشاه .. أن يلعب الفأر في عب تقنية “الفار”.. وتقرر هي الأخرى أن تنفع وتستنفع !!