كوميديا الكراسي!

1٬440

خضير الحميري /

يعد الكرسي من أشهر قطع الأثاث وأكثرها استخداما في العالم، فهو موجود في المقهى والرصيف والمطعم والمطبخ والصالة والمدرسة والدائرة والعيادة وغرف النوم وقاعة الاستقبال وقاعة المغادرة وقاعة البرلمان، وقاعة الامتحان، وقاعة المحاكمة، و… ما لا تتسع له عشرات الأعداد من هذه المجلة لذكره!

وكان الكرسي حاضرا في خيال الفنانين التشكيليين لأسباب جمالية وفلسفية عديدة، ويعد كرسي (فان كوخ) هو الأشهر بين الكراسي المرسومة، كما يعد الكرسي ذو الرجل المكسورة أمام مبنى الأمم المتحدة في جنيف هو الأشهر بين الكراسي المنحوتة، ودخل الكرسي في أعمال العديد من الفنانين الآخرين كبطل للعمل الفني أو بصفة كومبارس، كما كان حاضرا في الأعمال الأدبية أيضا (قصص وأشعار ومسرحيات) بدلالته الرمزية أو الاجتماعية أو السياسية، ممدوحا مرة ومهجوا عشرات المرات.

وقد تطور الكرسي تاريخيا من حجارة كبيرة طاب لأحد أجدادنا الأقدمين الجلوس عليها بعد أن شعر بألم في ركبتيه، الى (مسطبة) من الطين أو الحجر ثم (دكة) فـ(تخت) فكرسي بأربعة قوائم بلا ذراعين ولا مسند ظهر، ثم كرسي بمسند للظهر وبعد فترة نبتت له ذرعان، ثم عرفنا الكرسي الهزاز والكرسي الدوار، الأمر الذي تطور أخيرا الى كرسي يهتز ويدور ويمشي و.. يطير أحيانا!!