مهندسون على رصيف البطالة!

1٬309

خضير الحميري /

عشرات الكليات والأقسام الهندسية (هناك من يصحح لي ويقول: بل المئات) تخّرج آلاف الكفاءات الهندسية سنوياً لتستقبلهم أرصفة البطالة بأحضانها الباردة، ولذلك يتوسد الخريجون شهاداتهم البرّاقة التي احتفلوا بنيلها مع عوائلهم وأحبابهم قبل أن يُفاجأوا بهبوط شأنها في سوق الصرف (أقصد سوق التعيين).
شهادة كلية الهندسة التي تعد منذ سبعة عقود ثاني أفضل شهادة يحصل عليها الطالب العراقي، وما زالت تقبل أصحاب المعدلات الثانية بعد المجموعة الطبية، ليصبح خريجوها بالمرتبة العاشرة أو العشرين في أفضلية التعيين، يسبقهم في ذلك حتى من يحمل صفة (يقرأ ويكتب)!
الحل طبعاً ليس في حشو دوائر الدولة بأفواج المهندسين، بل في توجيه الموارد لإعادة تشغيل مئات المصانع القادرة على إنعاش إقتصاد البلد فضلاً عن إستيعاب أضعاف الأعداد التي تعاني من حيف البطالة حالياً، حينها سنتمكن من ضرب عشرة عصافير بحجر واحد، أولها عصفور حصر فرص التعيين بـ(كرايب) فلان وحاشية علّان، وعاشرها عصفور البسطيات التي تتكاثر بالانشطار الثنائي البسيط على طول أرصفة البلد وعرضها!!