نظرية المؤامرة!

1٬365

خضير الحميري /

يتردد هذا المصطلح التبريري لدينا بكثرة لتفسير الظواهر السياسية والاجتماعية الغامضة، أو تلك التي نعجز عن تفسيرها، أو التي نرغب بتفسيرها بحسب ما نتمنى، وتوفر هذه النظرية وسائد مريحة وظلاً وارفاً لتبرير أي شيء وتمرير كل شيء، وغالباً ما يتغاضى المولعون بنظرية المؤامرة عن الوقائع المنطقية لتفسير الأحداث ويعمدون الى تفسير ماحولهم بما يحلو لهم!
ورغم أننا نطلق عليها تسمية (نظرية) بما تعنيه النظرية من جهد فكري يوازي جهد فيثاغورس في اكتشاف نظريته المعهودة مثلاً، أو جهد (آينشتاين) في استنباط النظرية النسبية،أو جهود (ستيف هوكينغ) صاحب نظرية الثقوب السوداء، إلا أن النظرية التي نحن بصددها لا تتطلب أي جهد ولا تستنهض أية خلية من خلايا المخ الغافية، بل على العكس تماماً، إذ تعتبر من أهم مانعات التفكير، وما على مدّعيها سوى ربط أي حدث أو ظاهرة نعيشها بجهة دولية أو إقليمية ليصبح صاحب (نظرية)!
والمشكلة أن التفكير (التآمري) السهل في تفسير وتبرير المواقف والأحداث أصبح مرغوباً ومقبولاً على نطاق واسع، ليس بسبب قدرته على المحاججة والإقناع (معاذ الله)، وإنما بسبب خشية الناس من التصدّي له وتفنيده خوفاً من تهمة الاشتراك في (المؤامرة)!