يوجد لدينا أطاريح!

1٬182

#خليك_بالبيت

خضير الحميري /

لم أصدق محدثي وهو يشرح لي طبيعة عمله و يحرضني على استغلال مواهبي في الكتابة (على حد قوله) لمشاركته في المغانم التي يدرها عليه مكتبه الجديد الذي إفتتحه قرب إحدى الجامعات، لم أصدقه وقلت مع نفسي إن هذا الأمر يحصل في بلاد أخرى، ولم تصل عدواه الينا بعد، كان ذلك في الأعوام الأخيرة من الحصار.. وبقيت في حالة نكران للظاهرة برمتها الى أن قرأت إعلانا “فيسبوكيا” صريحا يؤيد ماذهب اليه صاحبي، إعلان شبيه من حيث المضمون بالعنوان الكاريكاتيري الذي إخترته هنا لهذه الرسوم رغم تغليفه ببعض التعابير الشكلية مداراة ًلما تبقى من خجل من قبيل”المساعدة في إنجاز الأطاريح” أو” مستعدون لتسهيل واجبات طلاب الدراسات العليا” أو” يقدم المكتب الفلاني أقصى اشكال التعاون في إنجاز وطباعة الأطاريح” أو “نحن في خدمة طلاب الدراسات العليا من الألف الى الياء” وغيرها من الأعلانات التي تنشط في تزويدنا بالكفاءات الفاشوشية.
و قد ترجم لي أحد الأصدقاء ماتعنيه عبارة “من الألف الى الياء” بأنها تشمل إختيار عنوان الأطروحة، وبناء هيكل البحث، وكتابة المباحث ، وتثبيت المصادر والمراجع والهوامش، مع كتابة العرض التقديمي الذي يتلوه الباحث أمام لجنة المناقشة، فضلا عن مرفق بالأسئلة المتوقعة من اللجنة والأجابات المثالية عليها.. وليس على الباحث سوى عناء التأنق والتألق في يوم المناقشة.
طبعا هذه الخدمة تعرض على من هو على إستعداد لتقبل هذا النوع من الخدمة، وهم بالتأكيد قلة، ولسوء الحظ فأن هذه القلة تمتلك القدرة على التشبث والنمو وغالبا ما تتمكن من تبوء المراكز العليا في الجامعات والمؤسسات الحكومية لتعيث فيها فسادا “من الألف للياء”!