النواة المتكئة!
خضير الحميري /
حسم عالمان يابانيان الجدل الطويل حول مركز الحب في الجسد الإنساني، فقد كان اعتقادنا متذبذبا بين القلب والدماغ، مع ميل كبير للقلب طبعا بدليل القلوب المتناثرة يمينا وشمالا في غزل ورسائل المحبين وإعجاب المعجبين، وإشارات القلوب التي نرسمها في الهواء من التقاء الإبهامين والسبابتين، فضلا عن الرسوم التي تطالعنا على الجدران والأشجار و(التماثيل) وكشنات الكيات عن قلوب أصابها سهم كيوبيد في مقتل.
فقد توصل العالمان ريو هاي ويدا و دوخيتو آبي الى أن مشاعر الحب تنطلق من النواة المتكئة واسمها العلمي Nucleuse accumbens، وتقع في الجزء السفلي من مركز الدماغ تقريبا، وهي أقرب الى موقع الأذن اذا أردنا أن نشير اليها من الخارج، ولذلك أجدى بالمحب الولهان أن يمسك أذنه بدلا من قلبه حين تهب عليه رياح الشوق..
وهذه النواة كانت تعرّف بأنها المسؤولة عن المكافآت وتنشط عند حصول المرء على الطعام الجيد أو (المال الجيد) كما تنشط عند تلقي المرء المديح والتقدير والسمعة الطيبة، وتكون هذه النواة في قمة نشاطها حين يشعر المرء بأنه يحصل على اعتراف الآخرين بجهوده وتقديرهم لشخصه رغم كيد الكائدين.
ولأن مشاعر الحب الحقيقية من المكافآت العظمى التي يمكن أن يحصل عليها الإنسان، فقد تولت هذه النواة احتضانها وتنشئتها والإعلان عنها بعد نضجها استنادا لما يردها من (الفصين وقشرة الفص الجبهي واللوزة) من معلومات تفصيلية عن الوضع الرومانسي الذي يمر به المرء.. بغض النظر عن تجاوب النواة المتكئة لدى الشخص المقابل مع تلك المشاعر..أو تطنيشها لها!
وجان كلبك عذبوه..(نيكويس أكامبوس) بعطابة جوووه!