آثار العراق المنهوبة تزيّن أشهر المتاحف العالمية!

1٬581

رؤيا الغالب/

مشاعر مختلطة وعواطف جيّاشة مابين الفخر والتباهي والمرارة تجتاح العراقيين وهم يقفون أمام آثارهم الخالدة التي تعرضها كبريات المتاحف العالمية في أوروبا.

الآثار العراقية التي أبهرت العالم معروضة في متاحف دول أوروبية كالمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا ونيويورك بل حتى في إسرائيل، فقد انتقلت آلاف القطع الآثارية الى دول عربية وأوروبية بعد سقوط النظام في العام 2003

لكن رغم الحسرة والألم فالآثار هناك تقف شامخة أمام أنظار السيّاح تحكي تاريخ أعظم حضارة في الكون وهي حضارة وادي الرافدين.

المتحف البريطاني

هو أكبر متحف في المملكة المتحدة وأهم المتاحف في تاريخ وثقافة الإنسانية. وهو أيضاً أقدم المتاحف في التاريخ. تأسس عام 1753 في عهد الملك جورج الثاني ويحوي على أكثر من 13 مليون تحفة أثرية من جميع بلدان العالم ومن مختلف الحقب التاريخية ويستقبل أكثر من 6 ملايين زائر سنوياً، ويأخذ المتحف طرازاً إغريقياً.

ومن أهم الآثار المعروضة في المتحف البريطاني هي الآثار العراقية ومعظمها من العصر الآشوري والآثار المصرية التي تحكي معظمها تاريخ الفراعنة فضلاً عن الآثار اليونانية والرومانية وكذلك آثار العصور الوسطى والآثار الصينية وغيرها وكأن المتحف كوكب كبير يضم ما أنتجته الحضارة الإنسانية.

وتعود أرقى الآثار في المتحف الى أزمان سحيقة من تاريخ البشرية حيث يضم المتحف جميع الحقب التاريخية التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط من عصور ماقبل التاريخ حتى العصر الحالي. ومن هذه الآثار آثار غرب آسيا والآثار الإسلامية وآسيا الوسطى وأفريقيا. وتضم مجموعة الشرق الأوسط أعداداً كبيرة من القطع الأثرية وخاصة من بلاد الرافدين في العراق القديم وألواحاً بالكتابة المسمارية وتعد أكبر مجموعة من خارج بغداد .

ويحوي المتحف أيضاً الآثار الفينيقية من غرب البحر المتوسط ومن آسيا الوسطى السوفيتية ومجموعة من الفخار الأزنيقي المزجج من تركيا والمنمنمات المغولية من الهند والأزياء الفلسطينية والأعمال الفنية الإسلامية فضلاً عن قوالب جصية من إيران.

ومن أهم الآثار العراقية التي يعرضها المتحف البريطاني آثار آشورية من نمرود ونينوى والغرف الملكية للقصر العائد للملك آشورناصربال الثاني ولوحات من المرمر المنحوت التي توثق حروب الملك سنحاريب وانتصاراته وأعماله. وهنالك أيضاً لوحات حجرية ذات نقوش غائرة ومسلة شلمنصر الثالث السوداء وتماثيل عملاقة كانت تحرس بوابات القصور، فضلاً عن مجموعات متنوعة من القطع الآثارية الصغيرة وسلسلة لوحات من قصر آشور بانيبال تصور رحلة ملكية لقنص الأسود ومجموعات كبيرة تضم ألواحاً بالكتابة المسمارية اكتشفت في المكتبة الملكية العائدة لآشور بانيبال وتوجد أيضاً توابيت للبارثيين من الوركاء ومشغولات عاجية من قصر نمرود وأيضاً سجل آشوري يحكي قصة الفيضان من العهد القديم واسطوانات قورش في بابل وبوابات برونزية من عهد شلمنصر الثالث وآشور ناصربال الثاني من تل بلاوات فضلاً عن وجود مجموعة مشغولات برونزية من إور تشكل محور مجموعة آثار الأناضول و134 ألف لوح مسماري.

ويقف السائح مذهولاً أمام آثار المقبرة الملكية في أور التي تعود الى الألفية الثالثة قبل الميلاد مثل راية أور وتمثال الكبش في الأحراج ولعبة أور الملكية وعدة آلات موسيقية منها قيثارتان برأس الثور وبعض المجوهرات الذهبية الرائعة.

آثار العراق تمنح المتحف عالميته

يقول المعماري العراقي نعمان منى: إن المتاحف العالمية لاتخلو من التراث الأثري العراقي بكميات وأنواع مختلفة، فبوابات عشتار معروضة في متحف برلين ومسلة حمورابي في متحف اللوفر بباريس و 2000 لوح طيني من موقع نيبور في متاحف اسطنبول وفليدولفيا فضلاً عن وجود 130000 لوح طيني من مواقع وادي الرافدين في متحف لندن. يضاف الى كل هذا تراث العراق المشمول ضمن الحضارات الإسلامية او الشرق الأوسط، موضحاً أن هذا التراث معروض أمام الزائرين من كل أنحاء العالم. من جانبها تقوم المتاحف بالدعاية لمعروضاتها في صفحاتها الإلكترونية للعلم وللبحث العلمي او من خلال طباعة المعلومات الدقيقة عن كل مادة أثرية وتاريخها ومكانها الأصلي، وفي بعض الأحيان بأكثر من لغة واحدة. ويؤكد منى أن المتاحف العالمية تنظم معارض متخصصة بالتعاون مع المتاحف الأخرى وتقيم الندوات لضمان استمرارية البحوث في التراث العالمي. يذكر أن ترجمة قصة نوح من المسمارية تمت من قبل أرفنك فنكل، فهذا التراث يثير الاهتمام عند الكثيرين وهنالك منظمات مثل منظمة enheduanna socity
وفران هنرلتن ينظمون قراءات للقصص السومرية والآشورية للكبار وللأطفال.

مسلة حمورابي في متحف اللوفر

يضم متحف اللوفر في باريس 5000 تحفة عراقية جلبتها فرق التنقيب الفرنسية منذ القرن الثامن عشر الميلادي منها مسلة حمورابي التي تعتبر أقدم شريعة للقوانين عرفتها البشرية، وأختاماً اسطوانية من الطين المفخور وكتابات مسمارية. ويقع اللوفر في قلب العاصمة الفرنسية باريس وهو من أهم المتاحف الفنية في العالم .

بوابة عشتار في ألمانيا

يضم متحف بيرغامون الذي يقع في جزيرة المتاحف وسط العاصمة الألمانية برلين وتحيط به المياه من كل الجهات أهم الآثار الشرقية والفنون الإسلامية ومن أهمها بوابة عشتارالتي تعتبر من عجائب الدنيا السبع وجداريات بناها الملك نبوخذ نصر الثاني فضلا عن عدد من الآثار البابلية والآشورية القديمة وحضارة ميزوبوتاميا، تلك الأراضي الممتدة بين دجلة والفرات .

مخطوطة التوراة في إسرائيل

تعرض مخطوطة التوراة، والتي تعتقد إسرائيل أنها تمثل مصير اليهود، في متحف (أراضي الكتاب المقدس) في القدس وهي تستخدم للصلاة. ويعرض المتحف أيضاً آثاراً للآرشيف اليهودي العراقي الذي يحتوي على 3 آلاف وثيقة و 1700 تحفة نادرة توثق العهود التي سبي خلالها اليهود في العراق، فضلا عن رقم طينية يبلغ عمرها 2500 عام وتعد أهم آرشيف يهودي في العالم. وذكر القائمون في المتحف بأنهم غير مهتمين بكيفية وصول هذه الآثار ولايهمهم إن تمت بصورة قانونية او هُربت من الخارج .