أبطال الأساطير في الحكايات الشعبية الغول و السعلوّة نموذجاً

1٬384

عدي العبادي /

اشتهر المورث الشعبي العربي والغربي على حد سواء بحكايات مشوقة عن شخصيات اسطورية تنوعت على عدة أقسام منها الأبطال الخارقون للطبيعة مثل كلكامش, وانكيدو, روبن هود وسيدة البحيرة ومنها المخيفة التي كانوا يخوِّفون بها الأطفال الذين لا يخلدون الى النوم وليس الصغار فقط، بل وحتى الكبار مثل (السعلوّة والغول وفريج الأقرع وشقّاق البطون والطنطل، ومنها المغامرون مثل سندباد وعلاء الدين والشاطر حسن). ولا نعرف كثيرا عن مبتكري هذه الشخصيات الخرافية التي كان لها دور كبير في صناعة المتعة عند الأمم السابقة، والسبب الرئيس في هذا يعود الى عدم وجود وسائل اعلام كالصحف والتلفزيون في تلك الأزمنة الغابرة.

جلسات سمر

كانت جلسات السمر بين الناس فاكهتها الروايات والقصص، وهذا ما جعل هذه الحكايات تروج وتتطور، فكان بعض اصحاب المواهب الذين يملكون خيالا واسعا يضيفون من مخيلتهم قصصا وهمية حول الشخصيات، وادعى من ادعى انه صادفهم او كانت له احداث معهم او أن جدَّه كانت له حكاية مع احدى الشخصيات المخيفة. وفي هذه الدراسة نتحدث عن بعض ابطال حكاياتنا الشعبية:

السعلوّة

هي شخصية مشهورة جدا في موروثنا العربي القديم، وقال الكثير انهم شاهدوها وهي مخلوقة كما يقال من بنات الجن يغطي جسمها الشعر وشكلها كهيئة المرأة تملك قدرات عجيبة، فهي تستطيع ان تتحول الى اي شيء. ويقال انها تعيش قرب الأنهار وتخطف الرجال، ويعتقد بعض الباحثين أن جذور هذه الشخصية تعود إلى “ليليث” في ملحمة جلجامش والتي تكاد تتطابق حرفيا في صفاتها مع السعلوة. و”ليليث” كلمة بابلية آشورية معناها (أنثى العفريت)، هي جنية أنثى تسكن الأماكن المهجورة وكانت تغوي الرجال النائمين وتضاجعهم وبعد ذلك تقتلهم بمص دمائهم ونهش أجسادهم. لكنها اذا أعجبت بشخص تتزوجه وتنجب منه اطفالا وترجعه بعد زمن وتعطيه سرا من أسرار العلاج الطبيعي يستطيع من خلاله ان يعالج أي مرض عضال، ويقال انها تأكل البشر. وقد ظلت هذه الشخصية الى يومنا هذا بطلة من بطلات الحكايات القديمة.

الغول

كائن خرافي ورد ذكره في القصص الشعبية والحكايات الفلكلورية يتصف بالبشاعة والوحشية والضخامة، وغالبا ما تتم إخافة الناس بقصصه وهو أحد المستحيلات الثلاثة عند أهل الجزيرة العربية، وفي الجاهلية، لم تسافر العرب بسبب الغول، ولكن عندما جاء الإسلام نزع تلك الأفكار. وقيل هو أحد أنواع الجن. وله رائحة، ويقال انه يخاف الشمس وتقول بعض الأساطير انه يتحول الى حجر اذا تعرض الى اشعة الشمس. وكانت العرب تقول إِن الغِيلان في الفَلَوات تتَراءَى للناس، فتَغَوَّل تَغَوّلاً أَي تلوّن تلوّناً، فتضلّهم عن الطريق وتُهلكهم، وقيل: هي من مردَة الجن والشياطين، وذكروها في أَشعارهم وظلت هذه الأفكار في اذهان الناس لعقود حتى جاء الإسلام وهزم كل هذه الخرافات.

هذه الحكايات لم يعد لها وجود واصبحت شبه منقرضة الآن بسبب التطور والتقدم الصناعي ووصول أجهزة التسلية وانتشار الوعي، لكن هذا لا يعني عدم وجودها فهناك في الأرياف قد تجد بعض من يرددون حكايات عن الغول والسعلوة وغيرها.