أحمد البحراني: الولد العالق على جسر الحلّة
احمد هاتف /
إياك ان تبكي يا أحمد البحراني .. كنت اتأمل صورتك في ريعان العمر ، تلك التي حملت الكثير من الرقص والصراخات الحمقاء والاحلام العاقة.. صورتك وانت تخرج من رحم نخلة، تلك الأحبت نهرا متعرجا هناك .. وانتهت تراقب عجوزا يمنعه الحياء من ارتداء السكرات.
نعم بالتحديد صورتك وقمحا ثرثارا يتدلى في ضحكتك .. والكثير من الفواخت تهدل على قوس حاجبيك.. هل اخبرتك يابحراني انك دائما تحمل نهرا غارقا في صوتك.. ذاك النهر اليمر بطويريج.. النهر ذاته الذي قتل عبد الامير الطويرجاوي وسعدي الحلي.. ربما النهر ذاته الذي اغرقت فيه وجوه حبيباتك المضين عاريات الى النسيان.. وااااه يا أحمد.. لماذا تنهرنا الانهار حتى نبكي فراقها.. لماذا يعلو شغفنا للجسور العتيقة وللظل.. الظل البارد الراكد المعطاء الوارف اليانع الامومي.. حتى اننا فيما بعد نعشق ظلالنا المحنية او المكسورة فرط انهمار الزهيريات في ارواحنا… ايها المدهون بلكنة الحلة.. تلك اللكنة التي تسيل كالابوذيات فرط رهافتها.. المشغول من نخلة ورندحة شناشيل وتموجات حائط تحدب بانتظار الغاربين الى الحرب .. الحرب التي سرقت بيدر الاكاذيب الطيبة تحت تمثال في ساحة معهد الفنون الجميلة .. يا ابن خط متعرج للياس .. والخارج من دشداشة متعرقة لفلاح .. ايها الناجي الوحيد من اناشيد الحروب .. هل ادركت سر تعلقك بالطين ياولد النهر ؟ .. لانك مازلت جرفا ينام تحت صفصافة لم تعد توقظها الحياة فمضت الى التنانير باكية بسنا اصفر ثقيل .. عانق الطين يا أحمد .. اعد خلق اساطير طفولاتنا .. اعد النهر الهارب الى بساتين الاحلام .. فمذ انعطف خائفا من الحاقه قسرا بالمضوا الى مطحنة الدم في الحرب .. لم يعد الينا .. لذا مازلنا في عرينا ننتظر العبور الى سدرة الصوب الاخر …
يا بحراني .. ايها الولد العالق على جسر الحلة العتيق .. لماذا ماتزال ثياب الحروب تخدش حجاز الأغنية في اصواتنا …
امض ياولي الطين .. واصنع لنا ممرا الى الله