أرقام لقاحات كورونا تفضح عدم المساواة عالمياً

1٬040

ترجمة: خالد قاسم/
ضاع الهدف العالمي لتلقيح 70 بالمئة من سكان الأرض في منتصف العام الحالي لأن الدول الفقيرة كانت “في مؤخرة الطابور” عند توزيع اللقاحات. يظهر أحدث البيانات تفاوتا كبيرا في معدلات التلقيح حول العالم، اذ حصل 1/7 من سكان الدول ذات الدخل المنخفض على جرعتي لقاح. أما في الدول الغنية فتلقى ثلاثة أرباع السكان اللقاح طيلة عام تقريبا.
يدعو ناشطون الى تجديد الضغط لزيادة تلقي اللقاح عالميا بهدف إبطاء انتشار فايروس كورونا ومنع ظهور متحورات مستقبلية. وجاءت دعوتهم مع تصريحات منظمة الصحة العالمية بشأن زيادات كبيرة في أعداد المصابين والوفيات في أوروبا.
يقول كافينغو ماتوندو، المنسق الافريقي للدعوة العالمية لمكافحة الفقر: “ما لم ننجز عملا متساويا للاهتمام بهذا الوباء، فإنه سيبقى معنا دائما حول العالم. وأظهر الوباء قدرته على التحول الى أي شيء، ويصبح مرضا أكثر خطورة من المرض الأصلي.”
مع طرح أول اللقاحات عالميا سنة 2020، اضطرت الدول الفقيرة للانتظار لأشهر عدة قبل تلقي الجرعات من خلال شبكة كوفاكس لتقاسم اللقاحات أو من مانحين آخرين. أما الدول الغنية فقد اشترت حصة الأسد من اللقاحات المتاحة.
المشكلة الأخرى هي أن جرعات اللقاح عند وصولها الدول الفقيرة كانت قريبة من تاريخ انتهاء صلاحيتها أو لا تكفي لسد احتياجات المراكز الصحية، ما أصاب الناس بالإحباط ورفض مراجعة مراكز التلقيح.
ساعد ظهور المتحورات الجديدة، ولاسيما موجة دلتا التي رفعت معدلات الوفيات في بعض الدول، بإقناع عدد من المعنيين أن اللقاحات لا تعمل. أما في الجانب المعيشي فقد أضاف الوباء والقضايا الاقتصادية المرتبطة به 100 مليون نسمة الى خط الفقر، ما زاد صعوبة اقناع الناس بترك أعمالهم للوقوف في طوابير تلقي اللقاح.
تذكر أرقام احدى المنظمات الخيرية أن أقل من 16 بالمئة من سكان الدول الفقيرة تلقوا لقاحا كاملا، مقارنة مع 55 بالمئة من سكان الدول متوسطة الدخل، و79 بالمئة تقريبا من سكان الدول الغنية.
امتلكت القارة الافريقية أدنى أعداد الأشخاص الملقحين، وإذا استثنينا إريتريا وكوريا الشمالية اللتين لم تباشرا حتى الآن ببرنامج تلقيح فإن سبعة من أقل عشر دول عالميا بمعدلات التلقيح تقع في افريقيا. أما الدول الثلاث الأخرى فهي بابوا غينيا الجديدة وهايتي واليمن.
يقول مراقبون أن كوفاكس كانت فكرة جميلة مبنية على أساس التضامن، لكنها فشلت بسبب الجشع وضعف التخطيط. وتظهر بيانات أخرى أن كندا وأستراليا وبريطانيا قد اشترت ما يكفي من جرعات اللقاح لتطعيم سكانها مرات عدة.
على النقيض من ذلك، تمكنت جنوب افريقيا من شراء ما يعادل نصف جرعة للشخص الواحد، واشترى الإتحاد الافريقي 330 مليون جرعة من لقاحي موديرنا وجونسون أي ما يعادل 1/5 من الجرعة الواحدة لكل نسمة داخل الإتحاد.
أضاع الاتحاد الافريقي وكوفاكس فرصا لشراء جرعات من لقاح أسترازينيكا، الذي يتمتع بفترة صلاحية قصيرة، ولقاح موديرنا الذي يجب الحفاظ عليه بدرجات حرارة باردة جدا. ولا يناسب اللقاحان المذكوران الدول التي لا تمتلك شبكات طرق مناسبة وبنى تحتية للنقل المبرد.
تقول شبكة كوفاكس أن التسليم عند الطلب للقاحات في العام الماضي جعل من الصعوبة على الدول الفقيرة أن تخطط مواعيد التلقيح. لكن مع زيادة اللقاحات المتوفرة حاليا تدعو الشبكة الى مواءمة بين التسليمات والتوقيتات المطلوبة من الدول الفقيرة لتخطيط حملات التطعيم لديها.
عن صحيفة الغارديان/ نفيليب كيلي