أقدم المذيعين يتذكر: هكذا كانت بدايات الإذاعة العراقية ستوديو لقراءة القرآن وآخر للأغاني والموسيقى!

1٬118

ارشيف واعداد عامر بدر حسون /

في السابعة من مساء يوم 30/6/1936 انطلق صوت أول مذيع من إذاعة بغداد “هنا الإذاعة اللاسلكية للحكومة العراقية”، وكان صوت المرحوم الأستاذ عبد الستار فوزي أحد أساتذة اللغة الإنكليزية في ثانويات بغداد. وتتابعت فقرات منهج الإذاعة لذلك اليوم، وكانت من بينها تلاوة للقرآن الكريم رتّلها القارئ عبد العزيز الخياط وحديث ديني ونشرة أخبار واحدة ومجموعة من الأغاني “اسطوانات وحفلة غنائية لمدة ساعة أحيتها المطربة سليمة مراد.”
وكانت إذاعة بغداد هي الثالثة في العالم العربي بعد إذاعة القاهرة وإذاعة القدس، ثم جاءت بعدها إذاعة بيروت التي أسماها الفرنسيون “راديو الشرق” في عام 1938، ولم تكن الإذاعة يومذاك سوى سكرتارية تابعة لوزارة المعارف وكان يديرها المرحوم الأستاذ فؤاد جميل وهو الآخر أحد مدرسي اللغة الإنكليزية في ثانويات بغداد.. وقد سبقت افتتاح الإذاعة إذاعات تجريبية كل أسبوع مرة أو أكثر تتضمن بعض البرامج التعليمية والتثقيفية للتأكد من انتظام البث وقوة الموجة وما شابه..
إن جميع الأجهزة والمرسلات والاستوديوهات كانت تعود الى مديرية البريد والبرق العامة باعتبارها دائرة فنية، إلا أنه وفي أواسط الخمسينات ألحقت هذه الأقسام الهندسية بمديرية الرعاية العامة.
كانت فرقة الإذاعة الموسيقية تتكون من خمسة عازفين ثم أصبحو ستة، وكانوا يقومون بمصاحبة جميع المغنين والمغنيات في حفلاتهم الغنائية التي يقدمونها من إذاعة بغداد سواء كان ذلك من العراقيين أو العرب الذين يزورون بغداد، ومن أوائل هؤلاء أستاذنا الكبير محمد القبانجي ونجم الشيخلي وعبد القادر حسون وسليمة مراد وزكية جورج وعفيفة اسكندر وسلطانة يوسف وصديقة الملاية، ومن المطربين والمطربات العرب بثينة محمد ورجاء عبد وتيسير جابر وعبد الغني الشيخ ورفقي الأفيوني وعبد الله المدرس.
كان أول محدّث للأطفال هو المرحوم كريم مجيد “عمو كريم” وكانت أول فرقة تمثيلية قدمت بعض التمثيليات من إذاعة بغداد من الهواة ومن أساتذة الثانويات أذكر منهم المرحوم رشيد العبيدي وجود الشيخ علي وإحدى الطالبات في الدراسة المتوسطة اسمها نظيمة.
وعندما ألحقت الإذاعة –بعد أن أصبحت مديرية في مديرية الدعاية العامة في عام 1939 عين لها اول مدير هو المحامي الأستاذ عبد الرحمن الخضير.
كانت الاذاعة لا تملك سوى ثلاثة استوديوهات: واحد للمذيع والمحدثين وقراءة القرآن وآخر للحفلات الغنائية وثالث كبير للحفلات الموسيقية الكبيرة وللفرق التمثيلية.