إيلون ماسك الذي دمج التكنولوجيا بالحياة العصرية
رفاه حسن /
عند سماع هذا الاسم يتبادر إلى الأذهان الكثير من التقنيات والمشاريع الضخمة لها بصمة مهمة على وجه هذا العالم، منها ما تم إطلاقه والشروع في استخدامه، ومنها ما ينتظره العالم بشغف. لدى إيلون ماسك سيرة ذاتية مثيرة للاهتمام كثيراً وملهمة الى أبعد الحدود، ومن هذا المنطلق يقال إن قصة فيلم Iron Man اقتُبست من شخصيته، ولقد تم تصوير بعض المشاهد من الفيلم Iron Man2 في شركة Space X ، فمن هو إيلون ماسك؟
ولد المليونير والمخترع إيلون رييف ماسك في جنوب أفريقيا سنة 1971 من أم كندية وأب إفريقي، انتقل الى كندا سنة 1989 وكان قد بلغ السابعة عشرة من عمره للالتحاق بجامعة Queen وللهرب من الخدمة الإلزامية في الجيش في جنوب إفريقيا، ثم غادر إلى جامعة Pennsylvania سنة 1992 سعياً لإكمال دراسته في الفيزياء وإدارة الأعمال، وقد حصل على شهادة في الاقتصاد وشهادتي بكالوريوس في الفيزياء.
قرر ماسك بعد تخرجه في جامعة Pennsylvania أن يعود إلى كاليفورنيا للحصول على شهادة الدكتوراه في مجال فيزياء الطاقة، لكنه ترك الجامعة بعد يومين فقط من الالتحاق بها تزامناً مع ظهور خدمات الإنترنت في العالم، فترك دراسته وتوجه إلى سوق العمل في تكنولوجيا الاتصالات والإنترنت، إذ أطلق أول شركة له Zip2 وهي عبارة عن دليل للمواقع المحلية على الإنترنت، وكانت توفر الخدمة لبعض المواقع الشهيرة كصحيفة النيويورك تايمز وصحيفة شيكاغو تريبيون، وقد كان ذلك الموقع سبباً في تحويل ماسك إلى مليونير في وقت مبكر من حياته، إذ اشترت شركة Compaq سنة 1999 شركة Zip2 بقيمة 307 ملايين دولار نقداً و34 مليوناً على شكل أسهم.
في تلك السنة شرع ماسك بالعمل على مشروع جديد، إذ دخل شريكاً مؤسساً في شركة للحوالات المالية تدعى X.com ولم يمر عام واحد حتى دُمجت شركة X.com مع شركة Cnofinity وأدى هذا الاندماج الى إنشاء الشركة المعروفة اليوم باسم PayPal التي ما لبثت شركة eBay أن استحوذت عليها مقابل 1.5 مليار دولار، وقبل أن تتم عملية البيع حصل ماسك على 11% من أسهم PayPal.
لقد كان طموحاً ومتطلعاً إلى أبعد الحدود، ولم يتردد أبداً في ترجمة أفكاره على أرض الواقع، فبعد zip2 وpaypal شرع سنة 2002 في تأسيس شركة جديدة متخصصة في تكنولوجيا الفضاء تدعى space x بدأت نهجاً جديداً في بناء الصواريخ المرسلة إلى الفضاء وتمكنت من إعادة تدوير القطع المرسلة للفضاء واستخدامها مرة أخرى بتكلفة أقل، ولقد كان ذلك أحد أهم الإنجازات التي حققها ماسك والتي أدخلته وشركته التاريخ من أوسع أبوابه، وبذلك كانت space x أول شركة خاصة ترسل صاروخاً إلى الفضاء، وكانت أول رحلة لها للصاروخ Falcon 9 غير المأهول الذي حمل نصف طن من المؤن الى محطة الفضاء الدولية.
في سنة 2008 بدأ ماسك مغامرة أخرى مع شركته الجديدة المتخصصة في صناعة السيارات الكهربائية التي تحمل اسم “تيسلا موتورز” بعد أن أعلن عن سيارة Roadster القادرة على التسارع من الصفر إلى 96 كيلومتراً في الساعة في غضون 3.7 ثانية، كما جهزت ببطارية من نوع ليثيوم أيون تكفي لقطع 400 كيلومتر بعد كل عملية شحن. وقد حظيت هذه الشركة بدعم كل من شركة Dailmer الألمانيةToyota اليابانية. في سنة 2013 فازت شركة تيسلا بجائزة سيارة العام عن سيارتها S كأول سيارة كهربائية عائلية قادرة على قطع 426 كم بعد كل عملية شحن، وفي سنة 2017 أصبحت تيسلا موتورز شركة السيارات ذات القيمة السوقية الأعلى في الولايات المتحدة متفوقة بذلك على شركة جينيرال موتورز.
في أواخر سنة 2015 أظهر ماسك اهتماماً واضحاً في مجال الذكاء الاصطناعي، ولقد أسهم في تأسيس شركة متخصصة في هذا المجال تدعى open AI وهي شركة أبحاث غير ربحية شَغَل فيها ماسك موقع الرئيس المساعد، وقد سعت إلى تطوير الذكاء الاصطناعي لخدمة البشر والاندماج معه، ومن هذه النقطة أعلن عن مشروعه الجديد سنة 2017 وهو Neuralink بنيّة صنع أجهزة قابلة للزراعة ضمن الدماغ البشري لمساعدة الناس على الاندماج مع التكنولوجيا.
مع أن لماسك إنجازات كثيرة، وقد حقق طفرات في تاريخه الطويل، إلا أن أكبر مشاريعه وأكثرها تأثيراً في حياة البشرية ورغم أنها ليست فكرة مطروحة مسبقاً لكنه قدمها مع حلول كاملة لكل الثغرات المحتملة وبطلّة مختلفة، وهو مشروع الإنترنت الفضائي starlink وهو مشروع ضخم ذو تأثير كبير يصل إلى كل أنحاء الأرض، ويسعى ماسك بهذا المشروع إلى توفير خدمات الإنترنت في كل أنحاء العالم، ولاسيما النائية والفقيرة منه التي يصعب أن تتوفر فيها خدمات الإنترنت وبأسعار تنافسية، فقد أطلقت شركة space x مطلع شهر أيار من العام الماضي 60 قمراً صناعياً إلى الفضاء بشكل تجريبي، ولقد تمكن إيلون من نشر أول تغريدة له على تويتر في شهر تشرين الأول من العام ذاته، باستخدام الإنترنت الفضائي التجريبي