استعداداً للامتحانات النهائية.. لوز وجوز وهدوء
#خليك_بالبيت
أنسام الشالجي /
مع قرب موعد الامتحانات يقع الطلبة بين سندان ضغط أهاليهم ومطرقة الرغبة في النجاح والمعدل، مما يزيد من الضغط النفسي والاجتماعي عليهم، ويعدّ هذا الوقت من الفترات الحرجة التي لا يعيشها الطلبة فحسب، بل يمتد أثرها إلى داخل البيوت، إذ تعلن حالة الطوارئ والاستنفار، وتجتاح موجة من التوتر قلوبهم وقلوب أوليائهم.
كورونا وضغط مستجد
واذا كانت هذه المواجهة في الظروف الاعتيادية، ففي هذه السنة هناك عامل جديد يتصدّر المشهد وهو أزمة جائحة كورونا المستجد التي سبّبت ظرفا مستجدا بكل المقاييس والمعايير. فمما لا شكّ به أنَّنا جميعا نعيش ظروفاً وتفاصيل تحدث للمرة الأولى معنا ومن ضمنها الامتحانات في ظلّ كورونا وهذا الضغط النفسي من احتمالات الإصابة أو انتقال العدوى بين الطلاب لا سمح الله، لذا يجب مراعاة جميع التدابير وأخذ أعلى درجات الحيطة والحذر للمحافظة على صحة فلذات أكبادنا وسلامتهم في هذا الظرف الخاص، وقد تبدأ الاحتياطات من سلامة التغذية والحرص على تناول المأكولات التي ترفع المناعة وتساعد في الوقت نفسه على التركيز العالي لدى الطلبة .
لوز وجوز
تبدأ التغذية السليمة بوجبة إفطار صحية وخفيفة، لأنّ التّوجه إلى قاعات الامتحان على معدة فارغة يقلّل بشكل كبير من مستوى الأداء ويضعف التركيز كما يضعف الذاكرة التراكمية لدى الطالب لتأدية امتحانه، وعليه فإنّ وجبة الإفطار تعدّ أهم وجبة غذائية لأنَّها تأتي بعد انقطاع الجسم لساعات طويلة عن التغذية. أمثلة على وجبات إفطار ملائمة لفترة الامتحانات: بيضة أو أجبان بيضاء أو صفراء والخضراوات، الشوفان، القليل من الجوز أو اللوز، حبّة فواكه، وفي الوقت نفسه على الطالب الابتعاد تماماً عن تناول الأكلات الدسمة التي تتسبّب عملية هضمها الخمول والإحساس بالتعب وتقلّل من القدرة على التركيز والشعور بالنعاس والتعب الجسدي والذهني، ويفضل كذلك الامتناع تماما عن الشوكولاته وسائر الحلويات، إذ إنّ تناولها كمصدر للطاقة أثناء الدراسة وقبل الدخول لقاعة الامتحانات يعدّ من ممارسات التغذية الخاطئة بسبب تأثيرها السلبي في القدرة على التركيز، والمعروف أنّ تناول الحلويات يرفع من مستوى السكر في الدم ويساعد على التركيز في البداية، إلا أنّها تسبّب إفراز مستوى عالٍ من الانسولين في الدم وهبوط حاد في السكر في ما بعد، مما يؤدي إلى الإرهاق الفكري والتعب المفاجئ..
الجانب النفسي
أمّا الجانب النفسي وكيفية تعامل الأهل نفسيا مع الطلبة في هذه المرحلة الحسّاسة فذلك كذلك له أهمية قصوى وعلى الأهل الانتباه والحذر بصدده .
أوّلاً ابتعدوا تماما عن الإيحاءات السلبية للطالب مثلا، هذه المادة صعبة أو أسئلة السنوات الماضية كانت معقدة أو نسبة النجاحات متدنية، هذه كلها تصرفات تنال من إقبال الطالب على المذاكرة وتنال من عزمه وإصراره على النجاح. وتجنّبوا الإلحاح عليه بشأن المعدل و(أبوك وأمك يتمنّون يشوفوك طبيب لو مهندس)، اتركوه يقرأ دروسه ويراجعها ويقرّر مصيره لدراسة ما يرغب به. حاولوا قدر الإمكان الابتعاد عن المشاكل والمناقشات المحتدمة لخلق جو نفسي مريح للدراسة، ولا ننسى أن الحجر داخل البيوت، مهما كان إيجابيا لسلامة الجميع الا أنّه متعب للفتيان والفتيات الذين أرغموا على الابتعاد عن جو المدرسة ومراجعة الدروس معا.
أمّا من طرف الطالب فدوره محوري بشأن التحضر والمذاكرة واستحصال الدرجات وقد لخص الخبراء النقاط المهمة الواجب أخذها بنظر الاعتبار عند المذاكرة.
نصائح عامة للمذاكرة
ملاحظة قبل الإشارة إلى النصائح، لقد راجعت العديد من التقارير والأبحاث على مواقع الانترنت والتواصل الاجتماعي ووجدت أنّها جميعا كرّرت النصائح التالية المثبّتة علميا، أي إنّها مقتبسة من مواقع وهي:
الثقة بالنفس والابتعاد عن الخوف والتوتر. عدم المذاكرة في حال الشعور بالتعب أو الإرهاق؛ لأنّ ذلك يؤدي إلى عدم تثبيت المعلومات بشكلٍ كافٍ في الدماغ. تسميع الدرس لعدّة مرات، إذ تثبّت هذه الطريقة المعلومات، كما أنّها تؤدّي إلى كشف الأخطاء التي يقع فيها الطالب أثناء الدراسة. عدم دراسة جميع المواد في يومٍ واحد، ويُفضّل ثلاث مواد كحدٍ أقصى. ترتيب مواد الدراسة في جدول، على سبيل المثال المواد التي تحتاج إلى حفظ مثل: الفلسفة، والنصوص، والقوانين العلمية تحتاج إلى صفاء ذهني، والابتعاد عن الضوضاء، في حين مواد الحل كالكيمياء والفيزياء والرياضيات يُمكن مذاكرتها عند سماع الموسيقى، أو الوجود مع الآخرين. مذاكرة الدرس الذي يحتاج وقتاً قليلاً، والانتهاء بمذاكرة الدرس الذي يحتاج وقتاً طويلاً، وذلك للتفرغ الكامل لدراستها والشعور بالهدوء النفسي. تنظيم الوقت عند الدراسة، لذلك يُفضّل عدم الدراسة لفتراتٍ طويلةٍ، إذ تجدّد تلك الطريقة النشاط الذهني. مذاكرة المادة الواحدة لما لا يزيد على الساعة. تنويع المواد الدراسية عند المذاكرة، فمثلاً لا يُفضّل دراسة مواد الكيمياء مع مواد العربي، إذ تؤدي هذه الطريقة إلى تشابك المعلومات، وبالتالي صعوبة التركيز.
وكتابة أسئلة منوّعة تلخّص الدرس، ثم الإجابة عنها كتابةً أو شفوية، وتساعد هذه الطريقة على الحفظ بشكلٍ أفضل.
و لا أريد أن أنهي هذا المقال قبل المرور على أهمية تنظيم ساعات النوم وتجنّب السهر ليلا بل التركيز في القراءة على الأوقات النهارية الصباحية.
يجب أن لا تقل عدد ساعات النوم عن ثماني ساعات ويُفضّل أن تبدأ هذه الساعات الثماني قبل منتصف الليل كالساعة العاشرة أو الحادية عشرة في أبعد توقيت ليبدأ النهار الثاني بنشاط وكذلك بوقت مبكّر استعداداً لخوض هذا التحدي المصيري والخروج منه بأعلى النتائج إن شاء الله.
النسخة الألكترونية من العدد 360
“أون لآين -3-”