الأيزيدية خاتون خضر من الغناء إلى قيادة كتيبة قتالية!

639

ثريا جواد/

إنها امرأة تعشق الفن والموسيقى والغناء، لكنها تركت كل هذا لتصبح قائدة عسكرية تحمل السلاح بوجه التنظيم الإرهابي (داعش)، بطلة حقيقية ومأساوية في آن واحد، اتسمت حياتها بالصراع بين حنينها للتراث الموسيقي وبين قصص الحرب والمجازر والخسارة.

تراث موسيقي

(خاتون خضر) امرأة أيزيدية تعشق الفن، كانت من أشهر المطربات الشعبيات في كردستان العراق (جبل سنجار)، وقد نشرت صحيفة الغارديان البريطانية حديثاً مطولاً عنها تقول فيه: تركت المدرسة وأنا في سن السادسة من العمر لأعمل بأجر يومي في إحدى المزارع المحلية لسد حاجات الأسرة، وكنت دائما أدندن مع نفسي. وذات يوم طلبت من أخي في القانون أن يجلب لي (الطنبور)، وهي آلة وتريّة تشبه الغيتار، وبدأت أتعلم العزف عليه وأغني، حينها يتجمع كل أقاربي حولي للاستمتاع بصوتي.

أغاني المرعى

عندما كنت طفلة دائماً ما كنت أسمع نحيب جدّي ووالدتي على والدي الذي وقع في الأسر خلال حرب الثمانينات. لم أعش أوقاتاً طيبة وسعيدة في حياتي.

من هنا بدأت (خاتون) تغني في المنزل وفي المراعي وخضرتها، لهذا فإنها ورثت الموسيقى والغناء من الطبيعة وجمالها، وأغلب أغانيها عن قصص الحرب والدمار.

بعد عودة والدي كنت أغني في المنزل ولم يلاحظ أبي ذلك لأني لم أكن أرغب في الغناء علناً بسبب ثقافتنا وتقاليدنا التي لا تسمح للمرأة أن تغني، لكن ابن عمي أقنعني بموهبتي بالغناء أمام العائلة بشكل علني ولأول مرة. لكنني لم أدرك أبداً نواياه المادية والتجارية من أجل منفعته الشخصية حيث قام بتصويري سراً وبدون علمي.
بيع أكثر من 4000 نسخة من cd غنائي بصوتي وهو رقم غير عادي لمجتمع فقير بالتكنولوجيا والتطور، وهذه الشهرة المفاجئة أحرجتني كثيرا لأني كنت وصمة عار بنظر عائلتي.

أول ظهور

اعتلت (خاتون خضر) خشبة المسرح وغنت لأول مرة أمام حشد كبير من الناس وكبار الشخصيات، وكانت ترتعش من الخوف لأنها أول أيزيدية تغني في الأماكن العامة خلال احتفال الأيزيديين في العام 2004. غنت (خاتون) وذاع صيتها بين الناس واشتهرت من خلال أغنيتها التي تدور عن قصة امرأة ذهبت الى الحرب.

حمل البندقية

تقول (خاتون خضر): تركت حياتي الخاصة وتوقفت عن الغناء الذي أعشقه وحملت بندقيتي بوجه مايسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بعدما تعرض قومي للهلاك والدمار، وصدمت لما حدث للنساء الأيزيديات والدمار الذي جرف منازلنا وممتلكاتنا.

هذه هي الحياة، فيها لحظات سيئة وأخرى فيها سعادة وحزن، لقد خرب التنظيم الإرهابي (داعش) المنازل والقرى التي يعيش فيها الأيزيديون، وتعرض شعبي للتعذيب والاستعباد, قتلوا أصدقائي وعائلتي ودمروا كل شيء… نعم دمروا كل شيء في العام 2014.

اختفى كل شيء من حياتي الماضية وحرق مسلحو التنظيم (داعش) كل صوري وذكرياتي خصوصاً بعد أن علموا بأني كنت أغني. رأيتهم وهم يقتلون الآلاف من الأيزيديين والأطفال الذين يموتون من الجوع والعطش والنساء اللاتي يرمين بأطفالهن خوفاً من وقوعهن بأيدي (داعش) الإرهابي.

قررت حمل السلاح، وأصبحت قائدة لكتيبة أطلقت على نفسها (قوة الشمس) وانضم إلينا المئات من الفتيات والنساء الأيزيديات اللواتي تعرضن للاغتصاب من قبل التنظيم الإرهابي. تدربنا على القتال وحملنا السلاح وقررنا أن ندافع ونحمي أنفسنا من قوى البغي والشر والظلام. ربما سأعود الى الموسيقى في يوم ما ولكن أعتقد أن عملي كجندي سيكون طويلاً.

عن الغارديان