التلفاز والمأثورات

670

باسم عبد الحميد حمودي /

يُقصد بألمأثورات هنا كل ما يتعلق بالمتوارث الشعبي من مادي ومعنوي, من موسيقى وغناء ومدائح وألحان صوفية وكنسية, وشعر وبناء لحني ديني وكل ما يتعلق بالصورة الملحمية المروية (ثم المدوّنة) للقصص الشعبي والأمثال والروايات الخاصة بالأمثال, إضافة إلى البناء المادي للصناعات الشعبية والأزياء ..الخ
والشاشة الصغيرة التي نسميها التلفاز باتت مكاناً مهماً للكشف عن أصالة المأثور الشعبي وبيان تفصيلاته بالصوت والصورة.
ويعد المأثور الشعبي العراقي صورة فريدة في غنى تفاصيلها مناطقياً وأثنولوجياً من عادات وتقاليد ومعابد ولغات محلية وأزياء واحتفالات روحية دينية وعصرية, لذا نجد أن للتلفزيونات المحلية فرصة واسعة لإنتاج البرامج والتخطيط المثمر لإعداد برامج لا تنتهي أهميتها بمجرد العرض الأول, وذلك باتباع الأساليب العلمية الحديثة في التخطيط للإنتاج بعد تحديد هدف المادة موضع الإنتاج مثل الصناعات الشعبية – الأزياء – العادات والتقاليد – الموسيقى الروحية –المثل الشعبي وحكاياته- العمارة – تاريخ المدن – الوقائع الشعبية المتعددة – المزارات- الأعياد والمناسبات وسواها.
إن تحديد مقومات الإنتاج وإعداد الميزانية الملائمة والشخصيات التي ستقوم بالتحرير والتصوير والتقديم وبيان أمكنة الإنتاج والشخصيات المختصة المستجوبة أمور حيوية للتخطيط لإنتاج ناجح، إضافة إلى استخدام الخبرة المختصة بالموضوع موضع الإنتاج في إطار حضاري جديد يهتم بالمأثور الشعبي ويقدمه بشكل مقنع وناجح تستعاد مادته مراراً, ويكون مرجعاً لعروض تلفازية قادمة.
تم سابقاً إنتاج برامج عن الصناعات الشعبية العراقية وحكايات وأمثال ومواد درامية متنوعة، وما زال الباب مفتوحاً لإنتاج مواد تلفازية عن الموروث الشعبي العراقي شرط حسن الإخراج والإنتاج ووجود المادة الكتابية الناجحة (السيناريو) دون استخدام وسائل هابطة واختيار عناصر تقوم بالتقديم لا تفهم ما تقول ويهمها الإضحاك والعرض الخالي من المعلومة المفيدة، المثقل بالمفارقات السطحية وذلك مما يسيء إلى المادة الفولكلورية ولقناة البث.