الحلّاج.. غربةُ الحياة ووحشيّةُ الموت

1٬072

عامر جليل ابراهيم /

على مقربة من مرقد الشيخ معروف الكرخي, وفي منطقة مكتظة بالسكان في إحدى ضواحي بغداد, خلف مستشفى الكرامة التعليمي, بين بيوتات هذه المنطقة وعلى مساحة صغيرة بُنيَ مرقد شيخ من مشايخ التصوف وشاعر من شعراء زمانه, إنه الشيخ منصور الحلّاج الذي تشرفت هذه المنطقة فحملت اسمه وسميت بالمنصورية.
“مجلة الشبكة” زارت هذا المكان الذي لايعرفه الكثير من العراقيين, وفي سعيها للتعريف بالسياحة الدينية التقت متولي المرقد الشيخ مبدر سامي رشيد وخرجت بهذه الحصيلة من المعلومات:

الحلّاج
يقول الشيخ مبدر: الحلّاج هو أبو المغيث الحسين بن منصور الحلّاج, شاعر ومتصوّف حصل على شهرة واسعة وأتباعاً كثراً بوصفه معلّماً، ولد عام 244هـ وتوفي عام 309هـ بعدما عاش 65سنة قضاها بين واسط وبغداد والبصرة ومكة.
حياته
يستمر الشيخ بالحديث عن حياة هذا الشاعر والمتصوف: اختلفت الروايات عن أصل الحلّاج، فمنهم من ينسبه الى إيران ومنهم من يقول إنه من قرية البيضاء في واسط ، اشتغل الحلّاج بمهنة أبيه الذي كان حلاجاً للقطن، وتتلمذ على يد السهل التستري والجنيد البغدادي.

تاريخ
في عام 1905 أعيد بناء مرقد الشيخ الحلّاج وكان عبارة عن بيت تعلوه قبّتان وله بابان مبنيان على الطراز الإسلامي، كما أن له عدة أقواس وبعد الأقواس يقع الضريح الشريف، القبّة الثانية أقل ارتفاعاً من الأولى، والقبّة الأولى كانت على الطراز العثماني، هكذا كان بناء مرقده الذي تبلغ مساحته 150م.
أعيد إعمار المرقد عام 1992م من قبل الدائرة الهندسة التابعة لرئاسة الجمهورية التي قامت بهدم البناء القديم كلّه وبني على هذا الذي ترونه الآن، أما الأرض فهي تابعة الى الوقف السنّي.

زائرون
يقول الشيخ مبدر: تزور المرقد أفواج كثيرة من الهند والباكستان وبشكل لافت، وتتزامن زيارة الشيخ الحلّاج مع زيارة الشيخ عبد القادر الكيلاني عند ذكرى وفاته وولادته فتكون تكملة زيارتهم عند الحلّاج، كما تزور المرقد الكثير من الهيئات الدبلوماسية من الدول الإفريقية والآسيوية كالصين واليابان وهيئات الدول الأوروبية مثل فرنسا وروسيا.

أمنيات
يقول الشيخ مبدر: أتمنى أن تلتفت الجهات المسؤولة الى المرقد وتقوم بتطويره وإظهاره بمكانة توازي مكانة الشيخ الحلّاج لما قدّمه في حياته للإسلام من كتب ومؤلفات، كانت ومازالت تدرَّس في المدارس الدينية، فالمرقد شبه متروك منذ سنة 1992م الى يومنا هذا, فقط في سنة 2017م جاء رجل لم يذكر اسمه ولا هاتفه ولا حتى عنوانه وتبرع بإعمارهذا المكان، جزاه الله خيرَ الجزاء، كان هو وأولاده وأحفاده يعملون على مدار شهر كامل فقاموا بأعمال النجارة والتأسيسات الكهربائية والصحّيات وصبغ الجدران على حسابهم الخاص.