الدكتور الفلاحي: مشاريع عملاقة تنتظر الأهوار بعد ضمها للائحة التراث العالمي

680

 نجاح العلي/

في السابع عشر من تموز 6102 وافقت اليونسكو على ضم الأهوار الى لائحة التراث العالمي كمحمية طبيعية دولية فضلا عن المدن الأثرية القديمة الموجودة بالقرب منها مثل أور وإريدو والوركاء ، وقد شكل هذا الحدث انعطافة مهمة في مستقبل الأهوار التي تعد منطقة لانظير لها في العالم، ويمتد عمرها الى نحو خمسة الاف سنة.

مازال العديد من الناس بمختلف المستويات يتساءلون عن أهمية هذا الحدث وما الذي يجنيه سكان الأهوار منه…

ولتسليط المزيد من الضوء على ملف الأهوار والمشاريع المستقبلية لتطويرها، التقت “الشبكة” الدكتور جاسم الفلاحي وكيل وزارة الصحة والبيئة لشؤون البيئة وعضو الوفد المفاوض لادراج الأهوار الى لائحة التراث العالمي والذي انتخب مؤخرا نائب الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون البيئة.

معايير

* كيف نجح العراق بضم الأهوار إلى لائحة التراث العالمي؟

بدأ العمل بهذا الملف عام 2008 اذ قام فريقان عراقيان من خبراء التراث الطبيعي والثقافي باشراف اللجنة الوطنية التوجيهية التي تترأسها وزارة البيئة باعداد ملف ضم (300) صفحة عن أهوار جنوبي العراق كملاذ للتنوع الاحيائي والمشهد الاثاري للمدن العراقية القديمة، المتمثلة تحديدا بهور الحمار الغربي في محافظة ذي قار الذي يمتد لمساحة (79991) هكتارا، وهور الحمار الشرقي في محافظة البصرة الذي يمتد لمساحة (20342) هكتارا، والأهوار الوسطى في محافظتي ميسان وذي قار والتي تمتد لمساحة (62435) هكتارا، وهور الحويزة في محافظة ميسان والذي يمتد لمساحة (48131) هكتارا، فضلا عن ثلاثة مواقع اثارية رئيسة هي: موقع أور في محافظة ذي قار ويشكل مساحة (71) هكتارا، وموقع الوركاء في محافظة المثنى ويشكل مساحة (541) هكتارا، وموقع اريدو في محافظة ذي قار ويشكل مساحة (33) هكتارا، وبعد الانتهاء من الملف تم تقديمه رسميا في مطلع عام 2014 الى لجنة التراث العالمي في باريس ليتم تقييمه باعتباره منافسا قويا تنطبق عليه العديد من معايير التراث العالمي ومنها المعيار الثالث كون الأهوار “تقف شاهدا فريدا أو في الأقل استثنائيا على تقليد ثقافي أو حضارة لاتزال حية”، والمعيار الخامس المتمثل بتقديمها “نموذجا بارزا لمستوطنة بشرية تقليدية لاستخدام الأراضي والمسطحات المائية”، والمعيار التاسع بتقديمها “أمثلة فريدة ايكولوجية وبيولوجية مؤثرة في تطوير النظم البيئية الأرضية”، والمعيار العاشر كونها “تشتمل على أهم المواطن الطبيعية وأكثرها دلالة لصون التنوع البايلوجي في الموقع”.

دور لبناني

* ما دور وموقف دول الجوار (تركيا وايران) وهل هناك رسائل ايجابية عن اطلاق المياه إلى الأهوار؟

بطبيعة الحال أن جميع الدول تبحث عن مصالحها، والدبلوماسية العراقية المبنية على حسن الجوار والحفاظ على المصالح المشتركة آتت أكلها، وقد كانت الأيام القلائل قبل التصويت حاسمة ومهمة، فبالنسبة لايران فقد تم ضمان التصويت لصالحنا بعد حل النقاط الخلافية، خاصة تلك المتعلقة بهور الحويزة وأمور فنية أخرى تم الاتفاق عليها بين الطرفين، أما بالنسبة لتركيا فقد بعثت لنا رسائل ايجابية عن هذا الموضوع أثناء فترة الاعداد لكننا تفاجأنا قبل (24) ساعة من التصويت بشكل رسمي تحفظها عليه، وما أن حانت ساعة التصويت تم قبول طلب العراق باجماع 21 دولة دون تحفظ أي دولة، وهنا لابد من الاشارة الى الموقف الايجابي للسفير اللبناني وتحركاته المكوكية لصالح طلب العراق، فضلا عن مشروعية الطلب العراقي وقوة ملفه وتعاطف المجتمع الدولي معه.

المياه تتدفق

* ما أهم المشاريع لتطوير الأهوار؟

“خطة ادارة الممتلك” هي أحد الملاحق المقدمة ضمن ملف الترشيح وتضمن توزيع المهام بين الوزارات والحكومات المحلية ومنظمات المجتمع المدني، ضمن فريق عمل تجمعهم لجنة وطنية تترأسها وزارة البيئة يقع على عاتقها تطوير البنية التحتية، بخاصة طرق المواصلات والمطارات بما يتناسب ومتطلبات المرحلة وأهميتها، وتشجيع المشاريع الاستثمارية والسياحية خصوصا في مواقع أور ونفر التي تعد مدنا مهمة للباحثين والاكاديميين ومحطة حج تاريخية مهمة للمسيحيين، وهناك العديد من الصعوبات والمعوقات أهمها قلة التخصيصات المالية تزامنا مع الأزمة المالية التي يمر بها بلدنا والتي بالامكان تذليلها عبر اللجوء الى الدول المانحة والهبات المالية التي يقدمها المجتمع الدولي.. بخاصة منظمة اليونسكو والاتحاد الاوروبي، فضلا عن الدعم المادي والمعنوي للمنظمات والجمعيات التي تهتم بالحفاظ على البيئة، كذلك بالامكان اللجوء الى الاستثمار عبر تقديم تسهيلات للمستثمرين في ظل وجود أراض شاسعة ومصادر مياه صالحة للشرب وأراض زراعية خصبة ويد عاملة رخيصة التي تشجع على اقامة مشاريع سياحية عملاقة من فنادق ومدن ترفيهية، تجذب السياح من داخل العراق وخارجه، بخاصة دول الجوار، مع العلم أن منطقة الأهوار تضم 20 ناحية ضمن المحافظات الثلاث التي تقع فيها وهي محافظات (ميسان – ذي قار- البصرة)، كذلك من المهم تضافر جهود بقية الوزارات، خاصة وزارات الثقافة والسياحة والاثار والزراعة والموارد المائية والتخطيط، لوضع الأفكار والمقترحات التي تسهم في اقامة مشاريع تنموية عملاقة، تؤسس لبنية تحتية يمكن الاعتماد عليها لزيادة الوعي البيئي والحضاري بأهمية الأهوار والحفاظ عليها للأجيال المقبلة باعتبارها ارثا للانسانية جمعاء.