الطاقة الإيجابية في الجسم السليم

900

أنسام الشالجي /

أي عارض صحي يؤثر على الإنسان ويمتص طاقته الإيجابية، وفي حال استمراره يصبح الشخص كتلة من الطاقة السلبية، غالباً، لشدته. والمعروف أن أساس كل الأمراض العضوية تعب نفسي لم ننتبه إليه، او انتبهنا، لكن المعروف أيضاً أن الغالبية تخشى العلاج النفسي، وتأخذنا العزة بأنفسنا ونخشى حتى الاستشارة.
(ما خاب من استشار)
حديث نبوي شريف بكلمات معدودة، لكنه درس نحو حياة سوية. ربما لا يمر يوم دون أن نواجه مشكلة، سواء في البيت او في العمل، وليس السبب فينا او في أفراد العائلة او زملاء العمل، إنما في طبيعة الحياة المتسارعة والمتطلبات والتعاملات اليومية. ولأجل المحافظة على طاقتنا الإيجابية، لابد من الانتباه الى المشاكل الصغيرة وحلها بالاستشارة.
الاستشارة ليست تصغيراً للنفس، أبداً، وسأعطي مثالا لخبيرة طاقة ايجابية، تستشير المقربين منها: زوجها، ابنها، صديقتها، علماً بأنها أيضاً يلجأ اليها أصدقاء وأقرباء كمستشارة عائلة.. وهي أنا، فرغم منحي مشورات لمن يلجأ إلي، أجدني بحاجة الى من أستشيره، إنها الطبيعة البشرية السويّة التي تشعرنا بأننا لسنا وحدنا.
أعود الى عنوان هذه المادة (الطاقة الإيجابية في الجسم السليم)، وأدناه عوارض صحية أسبابها مشاكل او تعب نفسي، لا نحتاج أن نكابر، علماً بأن هذه العوارض نتاج تجارب لمختصين في الطاقة الإيجابية وعلاقتها بالصحة العامة والصحة النفسية، وعلينا أن لا نستهين بالأمر وأن نستشير من نرتاح له من المتخصصين او المقربين للمساعدة.
متلازمة القلب المنكسر
والأعراض لا تختلف عن أية أزمة قلبية او خلل في الأداء الوظيفي للقلب. وقبل ان تتحول هذه المتلازمة الى مرض عضوي، نعرف أن هذه المتلازمة التي تصيب المرأة بنسبة أكبر من الرجل استناداً الى مواقع طبية متخصصة على الإنترنت فهي حالة قلبية مؤقتة تحدث غالباً نتيجة التعرض لموقف محزن، كوفاة أحد الأحباء او الانفصال او اكتشاف خيانة صديق او زميل عمل، وغيرها من الصدمات النفسية، ويشعر المصابون بها بألم في الصدر وانقباضات قوية ويظنون أنهم يتعرضون لأزمة قلبية ويتم نقلهم الى المستشفى، وبعد التخطيط وبسؤال من الطبيب عما تعرض إليه المصاب من أزمة نفسية، ستكون نصيحته بأن علاجه ليس عند طبيب القلب او في الأدوية او العملية الجراحية، إنما باللجوء الى طبيب نفسي أو الى استشاري أسرة. مسبقاً أعرف أن مكاتب استشارات الأسرة ليست شائعة في العراق كما في غالبية الدول، ولكن يستطيع الطبيب النفسي أن يكون مستشاراً في هذه الحالة او اللجوء الى صديق.
إن علاج هذه المتلازمة يكون في بث الهموم الى شخص نثق به، إنه سيحتفظ بالسر من جهة، ومن جهة أخرى يستمر معنا بنصائحه ودعمه الى أن يندمل جرح القلب او يتعافى من الانكسار. هذا الدعم السوي يضاعف الطاقة الإيجابية من خلال إعادة الثقة بالنفس والقلب وسيكون تجربة حياتية ناجحة نستطيع أن نمنحها لغيرنا.
المعدة و القولون
وهناك عارض آخر يبدأ نفسياً ويتحول الى مرض مزعج ومؤلم في الوقت نفسه، وهو آلام المعدة التي يسببها الحزن والإحباط، وعدم الانتباه إليه سيحوله الى قرحة دائمة وأدوية ومضاعفات جانبية تمتص الطاقة الإيجابية وتحيلنا الى أشخاص متعَبين طوال اليوم، وعلاجه ما إن نشعر به لا يختلف عن العلاج السابق لمتلازمة القلب المنكسر. ولا ننسى آلام القولون والتي يشرحها اسمه (القولون العصبي)، وأسبابها أيضاً الحزن والإحباط او فقدان الأمل والحلم وعلاجها، أيضاً، بالاستشارة.
بلا ندم
للجسم لغته الخاصة ليبلغنا بأوجاعه وآلامه، كل عضو فيه يتأثر بما حولنا وبما نواجهه من متاعب او مصاعب يومية، والجسم إذ يبلغنا إنما لأجلنا ولسعادة نستحقها وتوازن نفسي لابد منه.
القلق أيضاً يتسبب بأعراض تشبه ما أشرنا اليه، فضلاً عن الصداع الشديد، والقلق يولد غالباً ونحن على اعتاب اتخاذ قرار لأنفسنا او لأفراد العائلة، وخشية الندم من اتخاذ قرار خاطئ وعلاج الصداع لابد من استشارة صديق او أفراد العائلة والتوصل الى قرار مريح للنفس وليس بعده ندم.
الطاقة الإيجابية، التي تجعل الحياة بسعادة ممكنة وتسهم في التوصل الى حل لأية مشكلة لكي يكون صاحبها محبوباً ممن حوله، تحتاج الى جسم سليم، والسلامة في الاستشارة..