القصر الأبيض.. مجد غابر طمسه الإهمال!

1٬314

عامر جليل إبراهيم _ تصوير: صباح الامارة/

في شارع النضال، من جهة الرصافة، شُيد أحد أهم صروح بغداد منذ أكثر من ٨٠ عاماً.. كان ذلك في العهد الملكي عام ١٩٣٤م ليكون دار ضيافة لاستقبال ضيوف العراق من ملوك وزعماء ورؤساء حكومات.

لكن القصر الجميل سرعان ما أصبح متحفاً بعد سقوط النظام الملكي وقيام النظام الجمهوري بعد ثورة ١٤تموز عام ١٩٥٨. وظل المتحف تابعاً لوزارة الدفاع العراقية وسمي بالمتحف العسكري.

في نهاية الستينات وبداية السبعينات ولغاية تسعينات القرن الماضي حدث تحول آخر في حياة القصر الأبيض حيث اصبح مقراً للرواد من الفنانين والمثقفين لإقامة النشاطات والجلسات الثقافية فآلت ملكيته الى وزارة الثقافة، وسمي بالقصر الأبيض لأنه كان أبيض اللون وسميت المنطقة التي تحيطه بمنطقة القصر الأبيض نسبة إليه.

ذكريات ومواقف

هذا المعلم الأثري المهم تحول، بسبب الإهمال، الى منطقة صناعية من قبل السكان المحليين. ومن ذكريات ومواقف هذا القصر أن الرئيس اليمني الأسبق عبد الله السلال جاء في عام ١٩٦٧، قبل خمسين سنة، في زيارة رسمية الى العراق وتمت ضيافته واستقباله في القصر الابيض، وبعد فترة تم إبلاغه من قبل وزير الداخلية العراقي شامل السامرائي آنذاك بوصول أخبار عن حصول انقلاب في اليمن على حكمه، ولم يبق للرئيس عبد الله السلال إلا أن يبقى في العراق لمدة سنتين الى أن تم إبلاغه باستقرار الوضع الأمني والسياسي فعاد الى اليمن.

مكان مهمل
ذهبنا الى المنطقة المحيطة بالقصر والتقينا بعض سكانها المحليين الذين تحدثوا عن القصر في الماضي بوصفه أحد أجمل قصور بغداد في بنائه وتصميمه، ولكنه اليوم من الأماكن المهجورة والمتروكة التي أهملت من قبل الدولة.

ويأمل المواطنون في إحياء هذا الصرح الجميل وآثار ومعالم بغداد التراثية الأخرى والعناية بنظافتها وحمايتها من السراق والمخربين، معربين عن أملهم في أن يصل صوتهم للسلطات المسؤولة عن هذه الأمور.

إن ما يميز هذا القصر هو أنه بني على غرار القصر الأبيض الأميركي بأيدٍ عراقية وإشراف أجنبي، وهو يحتوي على قبّة بنيت تحتها قاعة اجتماعات كبيرة الحجم وغرف للضيافة وملحقات القصر من خدمات متنوعة.

وهناك، خارج القصر، حديقة كبيرة تتسع لتكون دار سينما أو خشبة مسرح صيفي إذا ما استغلت. لكنها هي الأخرى مهملة ومتروكة. وتبلغ مساحة القصر ٢٥٠٠متر مربع وعائديته الى وزارة الثقافة. وهو للأسف في الوقت الحاضر مقفل ومتروك.