المتهمة بخطف الطفلة (ي) طليقة برغم وجود الشهود

1٬074

  د. معتز محيي عبد الحميد/

حكاية على كل لسان

لكن حكايتنا اليوم بقيت راسخة في نفوس الناس لغاية الآن وصارت حكاية على كل لسان هزت الناس واحاطها الغموض. يوم عادي مثل بقية أيام الاسبوع … الناس مشغولة بالبحث عن رغيف الخبز والعمل، الكل يغادر بيته في ساعة مبكرة من الصباح سعيا وراء الرزق سواء أكان داخل المدينة او في ربوع القرى المجاورة او في قصبات مجاورة او في العاصمة بغداد… (أ) عامل بناء كانت مهمته شاقة، مكان عمله بمدينة الصدر وهو ساكن في أطراف حي سكني في خان بني سعد، يضطر لركوب عدد من سيارات النقل حتى يصل الى عمله والعودة كل يوم، مشقة قاسية يتحملها الزوج الشاب، لكن كل ذلك يهون من أجل زوجته وطفليه الصغيرين (ي،م) فهم أمله في الحياة وسر سعادته برغم عمله المضني طوال اليوم، وعندما يعود بعد هبوط الظلام يلقي بجسده على السرير وهو متعب، يسرقه النعاس في لحظة، لكنه يعود الى الحياة بابتسامة جميلة ترتسم فوق شفاه طفليه.

ذات صباح

في صباح أحد الأيام غادر (أ) بيته مبكرا… لم ينس أن يطبع القبلات فوق الخدود الملائكية لابنته وابنه اللذين يغطان في النوم. شعور أبوي جميل… كم تمنى الأب في تلك اللحظات أن يظل بجوارهما يداعبهما يشاركهما لحظات السعادة لكن للضرورة أحكام! بعد أن انتصف النهار انهمكت الأم في عمل الطعام وتنظيف المنزل ومتابعة صغيرها (م)، تدخل عليها في المطبخ ابنتها (ي) تستأذنها بالخروج واللعب مع بنات الجيران في الزقاق القريب من البيت، اخرجت (ي) صوتها البريء بدا يغرد وهي تلهو مع قريناتها الصغيرات… الأم تتابع حوار البراءة باذنيها داخل المنزل يغمرها احساس بالسعادة الوقت يمر، تنشغل الأم باحتياجات المنزل فجأة تتذكر (ي)، خرجت للاطمئنان عليها وهي تنادي عليها أكثر من مرة… لكن صوت الطفلة غاب على غير المتوقع، لم تجدها تلعب أمام المنزل او حتى في الشارع انقبض قلب الأم سألت صديقاتها الصغيرات قلن أنها كانت تلعب معهن واختفت، اسرعت الأم تبحث عن ابنتها في الشوارع القريبة وخلفها الجيران… لكن لا أثر للصغيرة، كادت الأم أن تجن فالطفلة اعتادت أيضاً أن لا تذهب الى أي مكان من دون اذن أمها… تحولت الطفلة (ي) الى لغز مثير خاصة بعد أن بحثت أسرتها عنها في كل مكان! أثناء عملية البحث يصل الأب بعد أن اتصلت به زوجته، سألهم أين ذهبت ابنتي اجابته ابنتنا اختفت ونحن نبحث عنها! انقبض صدر الأب انهمرت الدموع من عينيه كان يتمنى أن يخسر كل ما يملكه في حياته مقابل أن تعود ابنته الصغيرة! خلال البحث تفجر امرأة من الجيران وطفل صغير مفاجأة مثيرة كانت بمثابة الخيط الأساسي للكشف عن سر اختفاء الطفلة (ي)… قالت المرأة أنها شاهدت الطفلة ترتدي دشداشة حمراء وتسير مع امرأة مسنة بجوار بيوت مهجورة في الخامسة عصرا وأكد نفس الشهادة طفل صغير وحدد ملامح الخاطفة، أهل المنطقة يعلمون أن هذه المرأة المسنة من ذوي الأخلاق السيئة ومن أرباب السوابق في الفسق والفجور… تعيش مع ابنتها التي تشاركها نشاطها في خطف الأطفال واستغلالهم في الكدية والتسول، وهي سبق اتهامها بسرقة دور سكنية! على اثر هذه المعلومات التي سمعها الزوج توجه (أ) الى مركز الشرطة واتهم هذه المرأة وأولادها بخطف ابنته وطلب سماع شهادة الشهود الذين اكدوا واقعة الخطف…

امرأة سيئة السمعة

أخذ التحقيق مجراه وارسل بطلب المرأة وقدمت افادتها بالنفي وأنها كانت مشغولة في البيت وداخل منزلها مع ابنتها! اخلى القاضي سبيل المرأة مع ابنتها بكفالة ولكن بدون جدوى… الأب المسكين التقيت به وهو يبكي ويقول الموضوع لا يحتمل كل هذه المدة الشهود الذين شاهدوا المتهمة وهي تمسك بابنتي وتسير بها وسط المساكن المهجورة بعد اختفائها بساعتين هم هنا للمواجهة… كما أن هذه المرأة سيئة السمعة والناس في المنطقة يعرفون سر علاقة هذه المرأة مع شرطة المركز! أنا أعيش في رعب خشية أن تبيعها لعصابات سرقة الأعضاء البشرية او التسول! الشرطة لم تعمل أي شيء، مجرد اخذ أقوال وكفالة ورشى من الطرفين! بصراحة هذه القضايا تثير الحزن في قلوب المجتمع كله لو اعتبرنا أن ما يصيب أحدنا هو اصابة لكل مواطن في مشاعره الانسانية… اذن هذه الحكاية هزت الناس ولم تكشف الشرطة لغزها لحد الآن!