المعماري حسن فتحي: الطين خلق وتكوين

788

ناجح المعموري  /

معماريٌ مصري، من أكثر المعماريين العرب والمسلمين شهرة في القرن العشرين. ولد في الإسكندرية يوم 22/آذار 1900وتخرج في مدرسة الهندسي خانة عام 1926. اشتغل مهندساً في المجالس البلدية، ثم أستاذاً في كلية الفنون بالقاهرة. واطلع في هذه الفترة على التراث المعماري اهتم بالعمارة الريفية المبنية من الطين المتوفر في البيئة المحلية والإنشاء بالطرق التقليدية البسيطة التي تقدر عليها عامة. اخرج عام 1944 أول عمل في هذا المجال مجسداً في مبنى الجمعية الملكية الزراعية. واظهر فيه جماليات القنوات والعقود والقباب المبنية بالطين المجفف تحت الشمس. وهذه هي تجربته الأولى المثيرة للانتباه والاهتمام

وظائفه وتنوع المواد البيئية
صار خبيراً في الأمم المتحدة لإعانة اللاجئين 949/952. واشتغل في اليونان بمؤسسة المخطط الحضري الأمريكي ذات الأصول اليونانية. وعمل مستشاراً في وزارة السياحة، ومن بعد خبيراً لمشروع الأمم المتحدة للتنمية في المملكة العربية السعودية عام 1966. عاد بعدها الى القاهرة ودرس العمارة والتخطيط الحضري في كلية الهندسة / جامعة الأزهر .
مؤلفاته العلمية
لأنه لم يجد دعماً ومساندة من الحكومات المتعاقبة والجامعات، عبر عن موقفه بنشر مؤلفاته باللغة الانكليزية، وأيضا لطموحه بالعالمية التي يستحق ومن مؤلفاته غير المترجمة للعربية (العمارة الشعبية) و (عمارة الفقراء).
العمارة والهوية العربية
تمثل العودة للأصول المصرية القديمة / الفرعونية وتوظيف الخصائص الإسلامية بالعمارة تجربة خاصة به، انشغل بها كثيراً، وكرس تاريخه الطويل لها. مثلما اهتم بإنتاج فلسفة خاصة به وظفت العمارة القديمة وانجازات التراث الإسلامي وموقف حسن حنفي الذي عبر عنه أكثر من مرة مؤكداً على أن العمارة العربية تعيش قطيعة مع انجازات العرب والإسلام، وذهبت بعيداً بالعلاقة مع الآخر وتشوهت التحققات العمارية بسبب المعاصرة والانشغال بالنقل وليس الابتكار والإبداع الذي لا يتناسى أهم موروث في التاريخ العماري بالعالم، الذي توقف تماماً منذ القرن الثامن عشر، وقال د. بدر الدين مصطفى: كتابات حسن فتحي في فلسفة “التراث” تظهر إدراكا عميقاً لجوانب مهمة في دور التراث في المجتمع، دورته الحركية زمنياً، وفوق ذلك كله متعلقات التراث الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. فالتراث يعني كل الخبرات الموروثة التي تناولتها الأجيال، لكنه ليس بالضرورة يعني القدم بل ترتبط أهميته بدوره المجتمعي أكثر من بعده الزمني. وبالرغم من أن حسن فتحي يتعامل مع التراث لمفهوم وفلسفة مجردة في كتاباته أحيانا، فانه يعمد الى إسقاطها سريعاً على متعلقات العمارة عموماً، والبيئة الريفية التي تأثر بها خصوصاً .
ويكشف لنا هذا المفهوم العلمي حسن فتحي: الدور الجوهري للعمارة وعلاقتها الثقافية / الاجتماعية / الروحية في المحيط المجتمعي، وكلما استطاعت العمارة تحقيق علاقة ثقافية عالية مع المحيط العام فإنها تعني حيازة عناصر تراثية وأخرى معاصرة بما يعني الانفتاح وعدم الانغلاق. وتنحصر محاولات حسن فتحي عبر تاريخه الطويل بالعودة الى موروث أو الأصول من اجل تجديد العمارة بما يتناسب مع الهوية الوطنية والقومية.
إن قوة حسن فتحي في مبادئه أكثر مما هي في مبانيه بالإضافة الى ذلك يعتبر الشخصية البارزة في العمارة المصرية في القرن العشرين ـ كما قلناـ وهو واحد من أشهر عشرة معماريين في العالم، وبالإضافة الى ذلك من اكبر المعماريين ثقافة وأوسعهم علماً. لذلك أكد على ضرورة الرجوع الى النبع والاهتمام بالأصالة، يهدف الى غرس جذور الإنسان المصري المعاصر في التربة التي ينتمي إليها بعد أن انفصلت منها بسبب عوامل الاغتراب العديدة.
ونشير الى بعض من انجازاته المهمة هي:
1. التصميم المعماري لفيلا طاهر العمري وحامد سعيد ومنزل ستوبلير الذي كان يعمل في مصلحة الآثار. وقام بصميم قصر الشيخ عبد الرحمن نصيف. وأيضا قصر الشيخ نصر الصباح وزوجته واستراحة الرئيس السابق حسني مبارك ومن أهم تصميماته القرية الجديدة والقرية الجرانية في وادي زرقا بتونس وباريس ودار السلام في أبيكو في نيومكسيكو جنوبي أمريكا الشمالية.
منح عشرات الجوائز العالمية الكبرى واحتفي به من قبل منظمات الأمم المتحدة واليونسكو. وعاش حياته كلها للعلم والمعرفة وظل عازباً حتى وفاته 2نوفمبر 1989.
أخيراً أوضح المعماري المصري إسماعيل سراج الدين مع ريتشارد والأمريكي دارل داستورفر : أن حسن فتحي ذو رؤية رومانسية للماضي، ممزوجة بفهم صوفي للإسلام. وقدم تركيباً للمفردات ومعجماً معمارياً قويين.