بغداد تحتفل بيومها

828

أحمد سميسم _ تصوير: صباح الربيعي/

تزامنا مع احتفالات النصر الكبير على تنظيم “داعش” الإرهابي أقيم على حدائق مبنى القشلة التأريخي ببغداد نهاية الشهر الماضي وعلى أنغام الموسيقى الهادئة كرنفال مسرحي تراثي برعاية رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي وبالتنسيق مع أمانة بغداد.

بغددة

تضمن الكرنفال عرضاً مسرحياً درامياً تأريخياً حمل اسم (بغددة) من تأليف الفنان رحيم العراقي وإخراج الفنان الدكتور حسين علي هارف بمشاركة نخبة من كبار الفنانين الذين جسدوا واحداً وعشرين شخصية بغدادية راحلة كان لهم الأثر الواضح في التأريخ العراقي ومثلوا شعلة مضيئة في المجتمع العراقي عامة والبغدادي خاصة، الذين أبدعوا في مختلف المجالات (العلم، الأدب، الثقافة، السياسة، الفكر، الفن) وهم: (الدكتور علي الوردي، والعلّامة مصطفى جمال الدين، والشاعر ملا عبود الكرخي، وجلال الدين الحنفي، والصحفي الساخر نوري ثابت، والفنان ناظم الغزالي، والفنان عزيز علي، والشاعر جميل صدقي الزهاوي، والشاعرمعروف الرصافي، والفنان حقي الشبلي، والفنان جواد سليم، والفنانة ليلى العطار، وشاعر العرب محمد مهدي الجواهري، وشخصية بغداد، والشخصية التأريخية نزيهه الدليمي، وشخصية الراوي(القصخون)، والفنانة عفيفة إسكندر، والشاعرة نازك الملائكة، والشاعرة لميعة عباس عمارة، والفنان عباس جميل، والفنان محمد القبنجي).

انتصارات وشموخ

وقال وزير الثقافة، نيابة عن دولة رئيس الوزراء، فريد رواندزي في كلمه ألقاها في الحفل: الإخوة والأخوات اسمحوا لي أن انقل اليكم تحيات دولة رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي وتمنياته لكم بالأمان والاستقرار ولجميع القائمين بهذا الاحتفال الكبير بمناسبة النصر التأريخي الأغر على الدواعش والإرهابيين بالنجاح.

وأضاف: بالأمس القريب كان أعداء العراق يظنون أن العراق قد انتهى وأن داعش سيطر على العراق ومدنه وسهوله ووديانه وجباله وأنهره وثرواته، لكن، ونحن نحتفل هنا في هذا المكان التاريخي الذي له رمزيته أيضا في التواصل بين الأمس واليوم والانتصارات التي تحققت أمس وتتحقق اليوم.

لقد برهنّا، نحن العراقيين، بأن العراق يبقى شامخاً عالياً مزهوّاً بأبنائه وتضحياتهم وبقواته المسلحة
إذ أننا اليوم ونحن نحتفل بهذا الانتصار الكبير لابد أن نقف شموخاً وننحني أمام الشهداء ودمائهم الزكية التي سالت على الأرض من أجل الدفاع عن كرامة وشموخ هذا الشعب الأبي وأرضه الطاهرة.

من جهتها، قالت أمينة بغداد الدكتورة ذكرى علوش: إنه ليوم بهيج تتوج به رؤوس صنّاع النصر. ففي وقت ليس ببعيد كنا نتحدث عن مستقبل الانتصارات، أما اليوم فإننا نعيش واقع الانتصار الذي تحقق بأغلى ما نملك فأبهرنا العالم بإرادتنا وصمودنا وتضحياتنا، واليوم تحتفل عاصمة الحضارة بعيد تأسيسها الذي جاء متزامناً مع النصر الباهر، تحتفل وتدون بين صفحات تأريخها إنجازاً جديداً ونصراً يستحق أن يكتب بحروف من نور تخبر الأجيال اللاحقة بما تحقق.

عروض مسرحية

فيما ذكر الفنان الدكتور حسين علي هارف مخرج مسرحية (بغددة): أردنا الاحتفاء ببغداد بيومها السنوي (يوم بغداد) بشكل مميز يختلف عن كل عام ونجعله يوماً بهيجاً بإقامة هذا الكرنفال المسرحي من خلال تجسيد مجموعة من الفنانين باستحضار شخوص بغدادية متوفاة مبدعة في مختلف مجالات الفن، الفكر، السياسة، الأدب الى آخره من المجالات الإبداعية، وتكريمهم تكريماً رمزياً بقلادة بغداد للإبداع بمصاحبة شخصية الراوي (القصخون) الذي قام بتجسيدها الفنان سامي قفطان الذي يروي سيرة حياة كل شخصية في تلك الفترة وما صاحبها من أحداث ومتغيرات، حين يرى الجمهور هذه الشخصيات والأحداث يشعر وكأن هؤلاء المبدعين ما زلوا على قيد الحياة ونحن نقوم بتكريمهم واستذكارهم بعد رحيلهم وفاءً لهم، ودوري في هذا العمل تجسيد شخصية الفنان الراحل حقي الشبلي.

وشارك الفنان طيف القطر في أول تجربة له بالتمثيل الذي أبدع في تقمص شخصية الراحل المنلوجست الفنان عزيز علي بحركاته على المسرح، وما أن ذكر عبارة الراحل المشهورة (أنعل ابو الفن)، ارتسمت البسمة على شفاه الحاضرين جميعا.

وكان مسك ختام العرض المسرحي مع محبة وسيم التي أصابت النجاح في تجسيدها دور الفنانة الرسامة ليلى العطار حيث قالت: جاءت مشاركتي في هذا الكرنفال لحبي للفن ولشبهي، الى حد ما، من شكل الفنانة ليلى العطار وبشهادة الكثيرين، وكنت سعيدة بهذا العمل.
اختتم الحفل بانطلاق مسيرة للسيارات القديمة النادرة من ساحة الميدان مروراً بشارع حسان بن ثابت الى شارع المتنبي وشارع الرشيد حتى ساحة الشاعر الرصافي.

من ثمّ، افتتح وزير الثقافة بصحبة أمينة بغداد ، ونيابة عن دولة رئيس الوزراء، نفق التحرير الذي كان مغلقاً منذ عام 2003.