تسميات من محلات العراق

974

باسم عبد الحميد حمودي /

المدن تتحول وتتغير تسمياتها وتظهر من جديد بأسماء أخرى, وكذلك محلات وأزقة المدن الكبيرة والصغيرة بما لا يترك للذاكرة الشفاهية من قدرة واسعة على التتبع إلا من كان معاصراً لتلك التحولات او متابعاً جاداً لها.
بعض التسميات غريبة مثل زقاق “خرطوم الفيل” في بغداد –الرصافة, فأين الفيل من بغداد؟ ولماذا هذه التسمية؟
الدهدوانة – الحصّانة – بارودة
يتحدث الباحث الكبير عماد عبد السلام رؤوف عن محلات بغداد في عدد من كتبه فيحسب للجانب الشرقي وهو الرصافة 103 محلات ويحسب للجانب الغربي –الكرخ 150 محلة, ولكل محلة تسمية وطرفة تاريخية أو جغرافية قد نخوض في تفاصيلها يوماً، ولكني أذكر محلتين منها وهما محلة (الدهدوانة) ومحلة (الحصّانة) بتشديد الصاد .
و(الدهدوانة)التي تقع مجاورة لمحلتي الشيخ صندل وسوق حمادة في الكرخ سميت كذلك لتعرج شوارعها وارتفاعها عن معدلات الشوارع الأخرى والأزقة وتدحرج الذين يمشون فيها انسياباً مع حركة الشارع.
أما (الحصّانة)، وقد تلاشت اليوم بفعل عمارات شارع حيفا، فقد سميت كذلك لكثرة (طولات) خيول السباق فيها, وقد أخذ اسمها نسبة للعاملين على الخيل في تلك الإصطبلات التي ينحدر شارعها الى الشارع الرئيس من محلة الشيخ علي وصولاً الى مقام الشيخ معروف الكرخي.
تشابهات الأسماء
وللطرافة نذكر أن عدداً كبيراً من المدن العراقية توجد فيها محلة تسمى(محلة السراي) نسبة الى سراي الحكومة, وأن عدداً من مدن كركوك والسليمانية وأربيل وأقضيتها تقع فيها محلة تسمى (القلعة) نسبة للقلاع المبنية فيها.
إضافة الى ذلك، فإن بعض مدن الجنوب العراقي فيها محلات تسمى بأسماء المهن مثل المحاربين والمعلمين والأطباء، إضافة الى وجود محلة يتكرر اسمها هي محلة (العكبة) بالكاف الفارسية للتدوير الذي يحصل في شارعها المجاور لحركة النهر وسط المدينة.
إعمار المدن وازدهارها
المدن –أخيراً– تذوي وتموت وتتغير الأسماء فيها أحياناً, لكن المدن القوية الزاهية مثل بغداد والبصرة والموصل والحلة وأربيل وكركوك والسليمانية وسواها تزدهر وتتسع وترتفع عمارتها بازدهار حضارة العراق, عافاه الله ومنحه البركة.