حامد فوزي: لا أنسى تسميتي بـ (المعجزة الكروية)

1٬215

عبد الجبار خلف/

حامد فوزي ( 1939- 2005) هو حارس مرمى منتخب العراق والقوة الجوية في الستينات، طلبت منه أن يستذكر لي يوماً من عمره لا ينساه أبداً، تطلع في آفاق المباريات والأحداث الكروية والذكريات وأيامها في حياته ثم جاءني بيوم من عام 1961، ابتسم له كأنه يشاهده على شريط سينمائي

ثم قال: في ذلك اليوم جرت مباراة بين منتخبنا العسكري ومنتخب اليونان في مدينة سولانيك اليونانية، وهي أعظم مباريات لعبتها في حياتي والتي حضرها جمهور غفير يقدر بأكثر من مئة ألف متفرج، حيث قدمت فيها مستوىً استشنائياً جعل الجميع يتملكه العجب للحركات الفنية التي أديتها والتي استطعت بها صد الكرات اليونانية.

وأضاف: في هذه المباراة كان حكم الوسط من ألمانيا، ويساعده مراقبا خط أحدهما تركي والآخر استرالي، ومما أذكره وخلال هجوم يوناني كثيف في منطقة جزائي قفزت للكرة من بين اللاعبين وأبعدتها، ومرة أخرى طرت إلى كرة من فوق المدافعين العراقيين والمهاجمين اليونانيين ودفعتها بعيداً عن المرمى، مما جعل مراقب الخط الاسترالي يرمي بالراية من يده ويهرع اليّ ليقبلني، اما حكم المباراة الألماني فقد طلب مني أن اخلع حذائي وراح ينظر إلى أسفله، فقد شك في أن تكون هذه القفزات طبيعية وأنني لابد أن أضع شيئاً يساعد على القفز .
وتابع: المهم .. انتهت المباراة بالتعادل (1-1)، سجل هدفنا قاسم محمود (زوية)، في هذه المباراة كان المدرب الايطالي العالمي هيريرا حاضراً واطلق عليّ لقب (المعجزة الكروية العراقية).

وتوقف حامد فوزي عن الكلام حتى ظننت أنه انتهى من الحديث لكنه عاد ليقول: ولم تنته الحالة بانتهاء المباراة بل أن الجماهير اليونانية لحقتنا إلى الفندق وهي تصيح (بناتالي) أي (الحارس) فجاءني المدرب المرحوم عادل بشير وقال لي: تعال وحيي الجمهور من شرفة الفندق، فحييته ثم راح.

وفي اليوم التالي كانت “تصاويري” في الصفحات الأولى من الصحف اليونانية، وطلبتني عدة أندية يونانية للعب لها لكن رئيس الوفد رفض لأنني عسكري.

وبعد صمت قليل ومن ثم ابتسامة لاحت معها أطياف حزينة قال: هذا اليوم لن أنساه في حياتي وهذه المباراة لن أنسى تفاصيلها أبداً.
خارج المتن: هذا الحارس العملاق الذي اسمه حامد فوزي، ذهبت عام 2000 اسأل عنه في منطقة الفضل، التي يسكنها، فلم يعرفه أحد إلى أن قال لي أحدهم (هل تقصد حامد ابو الكبة؟!)، فأخذني إلى بيت عتيق وطرق الباب وخرج حامد فوزي فسلمت عليه واذا بهذا الشخص يقول لي أنه حامد ابو الكبة، كان قلتها من الأول وتركني وذهب، حامد فوزي العملاق كان يبيع الكبة في شارع منطقته ليعيش!!. علماً أنه عمل (چايچيا) في اتحاد كرة القدم قبل 2003.