حقائق مذهلة عن غابات الأمازون المَطيرة

465

ترجمة: آلاء فائق /

تمتد غابات الأمازون المطيرة على جانب كبير من قارة أميركا الجنوبية، وهي من أكبر الغابات المطيرة في العالم وأكثرها تنوعاً بيولوجياً، ومليئة بالمفاجآت. ورغم غموضها وفتنتها، تظل الأمازون واحدة من أكثر النظم البيئية على وجه الأرض التي كثرت الكتابة عنها وتعددت الدراسات فيها. إليكم بعض الحقائق التي ربما لم تكونوا تعرفونها عن هذه الغابات، كشف عنها موقع (ذا كلتشر ترب)، التي ستجعلكم تنظرون إلى العالم بنحو مختلف. الأمازون ضخمة بشكل محيِّر للعقل تمتد غابات الأمازون على مساحة مليونين ونصف المليون ميل مربع، على وجه الدقة، وتوجد أكبر الغابات المطيرة في العالم في تسع دول من مجموعة بلدان أميركا اللاتينية. تنوعها خارج نطاق الجداول البيانية على الرغم من أن هذه الأرقام مثيرة للجدل، إلا أن أفضل التقديرات العلمية تشير إلى وجود ما لا يقل عن 40 ألف نوع من النباتات وثلاثة آلاف نوع من الأسماك و 1300 نوع من الطيور و430 نوعاً من الثدييات ومليونين وخمسمئة ألف نوع مختلف من الحشرات. سكّان الأمازون ليسوا قلة قد تستحضر الغابة المطيرة إلى خيال المتلقي صوراً للحياة البرية الغريبة وربما المرعبة، وبرغم ذلك فإن عدد سكانها مهم كذلك، إذ يسكن غاباتها نحو 21 مليون فرد، منهم ما يقدر بنحو 50 قبيلة منعزلة لم تتصل بعد بالحضارة الحديثة. إنها ليست رئة الأرض يأتي هذا اللقب الخاطئ من حقيقة كون الغابات المطيرة تضخ 20 بالمئة من الأوكسجين إلى العالم يومياً، أكثر بكثير من أي نظام بيئي آخر. وعلى الرغم من أن هذا قد يكون صحيحاً، إلا أن المادة النباتية المتحللة فيها تنتج أيضاً الكمية نفسها تقريباً من ثاني أكسيد الكربون، ما يعني أن الغابات المطيرة في حالة توازن إلى حد ما. تأتي الغالبية العظمى من الأوكسجين الذي نتنفسُهُ في الواقع من الكائنات الحية الدقيقة في جميع محيطات العالم. اختفاؤها ينذر بالخطر ربما حتى أسرع مما نعتقد، يختفي 1.5 فدان من غابات الأمازون كل ثانية، ومعها ينقرض ما معدله 137 نوعاً كل يوم. تمثل إزالة الغابات في منطقة الأمازون وحدها ازدياداً في نسبة الانبعاثات، تقدر بـ30% من انبعاثات الكاربون العالمية، وإذا ما استمرت الأمور على ما هي عليه، فلن يتبقى أي شيء في غضون 40 عاماً. معظم الدمار الذي حل بها كان لإفساح المجال لتربية المواشي على أرضها، لذا فقد حان الوقت للتفكير في خفض استهلاكنا للحوم الحمراء. كلما توغلت فيها ازدادت ظلاماً تغلب الأفياء كلياً على أجزاء كبيرة من غابات الأمازون، إذ أن 1% فقط من ضوء الشمس يمكن أن يمر عبر المظلة السميكة. عندما نقول مصطلح (المظلة السميكة)، فنحن نقصد كل ما تحملهُ الكلمة من معنى، فهي سميكة حقاً، إذ تتكاثف الأشجار والنباتات العالية بشكل يحجب ضوء الشمس بنسبة 99 بالمئة، ما يجعل القاع في ظلام دامس، وهذا يعطى مجالاً رائعاً لازدهار بعض النباتات التي لا تحتاج ضوء الشمس، وبيئة مناسبة للحيوانات أيضاً. في الواقع، عندما تمطر، يستغرق الأمر نحو 10 دقائق حتى تتسرب المياه إلى الشجيرات الموجودة في الأسفل. أشجار الديناميت! تتميز الأمازون باحتوائهِا على كثير من الحيوانات والنباتات الغريبة، تأتي في صدارة قائمة النباتات الغريبة تلك الأشجار التي تسمى (أشجار الديناميت) أو (صندوق الرمال). والسبب في تسميتها بهذا الاسم يرجع إلى ما يحدث للثمار بعد نضجها، فبدلاً من أن تسقط على الأرض تنفجر الثمار ليطير ما بها من بذور لمسافة قد تصل حتى 150 قدماً! الضفادع الزجاجية كما تحدثنا عن أغرب الأشجار في الأمازون فللحيوانات هناك أيضاً نصيب كبير من هذه الغرابة، فإذا قضيت وقتاً في غابات الأمازون فسوف تلاحظ كثيراً منها، فعلى سبيل المثال، لا الحصر، هناك ضفادع ملونة وأخرى مموَّهة، أما الضفادع الزجاجية فلها شأنٌ آخر، إذ أن جلدها الذى يشبه الزجاج الشفاف يتيح لك الفرصة لرؤية أعضائها الداخلية وستعرف كم هي باردة! وخلافاً للضفادع الشفافة التي قد ترغب في الاقتراب منها، يتوجب عليك الابتعاد عن الضفادع السامة، صحيح أن ألوانها جذابة وزاهية، لكن احذر الاقتراب منها، لأنها ستسبب لك الشلل الفوري ثم الموت. أطول نهر في العالم المعروف لدى كثيرين أن النيل هو أطول نهر في العالم. لكن بعد إجراء مجموعة من العلماء دراسة معقدة مستخدمين تقنيات الانفجار المفاجئ، جرى فعلياً تتبع نهر الأمازون من جبال الأنديز في بيرو، ليجدوا أنه يمتد لمسافة (6800 كيلومتر)، أي انه أطول من النيل بنحو 105 كم. في كلتا الحالتين، ليس ثمة شك في أنه أكبر نهر من حيث الحجم، إذ يضخ 55 مليون جالون من المياه في المحيط الأطلسي في الثانية الواحدة. نهر الأمازون يجري إلى الوراء! اكتشفت دراسة جيولوجية أجريت عام 2006 أن أقدم رواسب الأنهار وجدت بالفعل أعلى من منبع مصدرها. وبعد كثير من الافتراضات، توصل العلماء إلى استنتاج مفاده أن مياه الأمازون اعتادت أن تجري من الشرق إلى الغرب، لكنها غيرت اتجاهها بمجرد صعود جبال الأنديز عبر القارة منذ نحو 100 مليون سنة. تعتمد الغابات على أفريقيا للنمو تتطلب غابات الأمازون إمداداً مستمراً بما يعرف بالغبار والفوسفور المنعش في تربتها العلوية لمواصلة الازدهار. وجدت دراسة حديثة استخدمت صور الأقمار الصناعية وتقنيات نمذجة سحابة الغبار المتقدمة أن الجسيمات تُلتقط في الصحراء الكبرى لشمال أفريقيا، وتنفجر فوق المحيط الأطلسي قبل أن تستقر في الأمازون. ومن اللافت للنظر أن أكبر صحراء (غير قطبية) في العالم هي التي تغذي أكبر غابة مطيرة في العالم وأكثرها تنوعاً بيولوجياً. الأمازون مصدر لكثير من طعام العالم وأدويته يأتي أكثر من 80 بالمئة من أصناف الطعام في العالم من غابات الأمازون المطيرة، بما في ذلك القهوة، أما في الطب، فإن أكثر من %25 من الأدوية الحديثة تحتوي على مكونات أمازونية.

هاري ستيوارت عن موقع/ ذا كلتشر ترب