«حقوق الانسان» تطلق حملة وطنية لمساندة الطلبة في المدن المحررة

1٬070

حيدر النعيمي/

اطلقت المفوضية العليا لحقوق الانسان حملة وطنية لمساعدة الطلبة النازحين في المدن المحررة وترميم مدارسهم، فيما دعت جميع الجهات المانحة لتقديم المساعدة.

وكانت المفوضية وبالتعاون مع منظمة ميرسي كور ومجالس المحافظات ووزارة التربية ولجنة التربية البرلمانية، شخصت مشكلات النازحين ورسمت سياسة تهدف الى عودة الطلبة النازحين الى مدارسهم في المدن المحررة ووضعت لهذا الهدف كل امكاناتها المادية والفنية بهدف ردم الفجوة التعليمية بين الطلبة النازحين واقرانهم في المدارس والمدن الأخرى.

ملف الطلبة

عضو المفوضية العليا لحقوق الانسان الدكتورة سلامة الخفاجي، وفي حوار مع “ الشبكة العراقية” أكدت أهمية ملف عودة الطلبة النازحين الى المقاعد الدراسية. مشيرة الى ان إحتلال عدد من المدن من قبل مجاميع “داعش” التكفيرية أدى الى خلق فجوة تعليمية، فالنازح يأخذ وقتا ما بين الاستقرار بمكان آمن قبل ان توفر له البيئة الجيدة، ليرى مدى أمكانية توفر المدارس، وهذا يستغرق مدة زمنية طويلة وبالتالي يؤدي الى التخلف عن التعليم، ونحن هنا نسعى لأن يتحصن الشباب بالمعرفة أسوة بإقرانهم لكون هذا التأخير أثر على قدرتهم وعلى كمية المعلومة الواصلة لهم واختلافهم عن اقرانهم.

ولفتت الخفاجي الى ان هناك أعدادا كبيرة من الطلبة النازحين لم تتمكن من الالتحاق بالمدارس إما بسبب الحالة الاقتصادية أو الحالة النفسية وكذلك الصدمة التي تعرضوا لها أثناء النزوح، ناهيك عن عدم توفير المدارس في جميع المخيمات المخصصة للنازحين. وقالت الخفاجي ان بعض المدارس التي جرى نصبها في بعض المخيمات قليلة ولا تستوعب هذا العدد الكبير من النازحين، وبالتالي فإن متابعة الطالب والطالبة للمعلمة أو المعلم شبه معدومة، ما ينعكس سلبا على حالة الطالب النفسية وعدم مشاركته في الدروس والانتباه لواجباته.

داعش يحتل المدارس

واوضحت عضو المفوضية العليا لحقوق الانسان إن المرحلة الأخيرة من ملف النازحين تواكب عودة الطالب الى مدينته ومدرسته بعد تحرير المناطق المغتصبة من تنظيم “ داعش”. مبينة ان وضع المدارس سيئ للغاية، إذ كان التنظيم يستخدمها كمقار لعملياته الارهابية وبعضها لا تتوفر فيه الخدمات مثل الماء والخدمات الصحية الأخرى لاسيما (الحمامات) وهذا يحول دون التحاق الطلبة بمدارسهم، فضلا عن ان المناطق الريفية توجد فيها فقط المدارس الابتدائية، أما المدارس المتوسطة فتقع على مسافات بعيدة منها، ما يؤدي الى حرمان الأهالي من التحاق الفتيات والإكتفاء بالتعليم الابتدائي بسبب الاعراف الاجتماعية وهذه مشكلة كبيرة.

ميرسي كور

وقالت الخفاجي ان المفوضية وبالتعاون مع منظمة ميرسي كور ومجالس المحافظات ووزارة التربية ولجنة التربية البرلمانية شخصت مشكلات الطلبة النازحين وعملت على ايجاد حل لها.

واكدت ان المفوضية مع تلك الجهات رسمت سياسة تكفل عودة الطلبة النازحين، وتم في هذا الشأن اختيار ثلاث محافظات هي كركوك وديالى وبغداد، لأطلاق برنامج الحملة الوطنية لاعادة الطلبة النازحين وتحسين المستقبل في قطاع التعليم للشباب النازحين في العراق.

واشارت الى أن وزارة التربية فتحت اكثر من باب لتسهيل الأمور مثل الامتحانات الخارجية والصفوف المسرعة، ولكن الاشكالية هنا ان المواطن لا يعرف بها، ولا يعرف كيفية التسجيل وبالتالي أتخذت الوزارة قرارا بكتابتها وطبعها في كتيب وتعميمه على جميع المدارس.

مؤكدة ان هنالك نقصا شديدا في الأموال المخصصة لترميم المدارس والاعتماد على المبادرات الأهلية، وهذا سيخلق فرقا بين المناطق التي تقطنها عوائل ميسورة الحال عما عليه في المناطق التي تسكنها عوائل فقيرة.

المجتمع الدولي

واعربت عضو المفوضية العليا لحقوق الانسان سلامة الخفاجي عن اسفها لضعف اهتمام المجتمع الدولي بملف الطلبة النازحين وعدم وضعه ضمن اولويات عمله، وانه ركز جهوده على النظر الى الانتهاكات في السجون وعمليات التحرير، بيد انها لمست في الخطاب الأخير لنائبة ممثل الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة في العراق حينما زارت الانبار بداية للاهتمام وان لم يكن على الأولوية حيث أشارت في تقريرها الى اهمية أعادة المدارس، معتبرة ان هذا تقدم جيد بعد أن أدرج ملف الطلبة ضمن الاهتمامات.

ودعت الخفاجي جميع الخيرين في داخل العراق وخارجه الى المساهمة بترميم المدارس الموجودة في المناطق المحررة وتوفير مستلزماتها، كما دعت وزارة التربية الى كتابة اسماء المتبرعين ولو بدينار واحد على حد تعبيرها ووضعها في لوحات على جدران المدارس المشمولة، مؤكدة الحاجة الماسة للدعم الدولي في هذا الملف الانساني .