خبرات انتخابية طريفة.. أغرب وأنبل شرط للانسحاب من الترشيح!

592

 عامر بدر حسون/

طرائف.. انتخابية!

يحل موسم الانتخابات النيابية عادة وفي ركابه الكثير من الحوادث والمفاجآت الطريفة.. ولموسم الانتخابات الحالي نوع خاص من هذه الطرائف تتميز بالجدة وتتفق ومصر الذرة، والى القارئ بعضها:

بالاختصار

خلافا لما جرت به عادة المرشحين في الدعاية عن انفسهم بالمنشوات المطولة التي يردون فيها تواريخ جهادهم ويملأونها بعبارتهم الطنانة ووعودهم المغرية، وزع احد مرشحي القاهرة منشورا لم يكتب فيه غير عبارة واحدة هي: “انني ادفع بمقتضى هذه الورقة مائة جنيه لكل ناخب يثبت انني –بعد نجاحي- لم اقم له بخدمة”! ومعنى هذه العبارة المختصرة صراحة ان الناخب يستطيع ان يضمن تحقيق خدمة يريدها من المرشح، ولكن بعد نجاحه طبعا!

الدعاية المضادة

وفي احدى دوائر القاهرة الاهلة بالسكان الفقراء، اعتاد مرشح وفدي كبير ان يفوز فيها بكرسي البرلمان مستندا الى شخصيته واصوات العدد الكبير من عمال مصانعه في المنطقة، ولكن شابا سعديا فقيرا برز ليدفع تايمن الترشيح في الساعة الاخيرة قبل اقفال باب الترشيح، الى انه سيفوز في دائرته بالترزكية..

ومن ناقلة القول ان جميع العقلاء في هذه الدائرة ضحكوا من جنون الشاب السعدي الذي اراد ان ينازل العضو الوفدي الكبير..
وشبهوا موقفه بموقف النملة التي وقفت على قرن الثور! ويبدو ان المرشح الشاب الفقير كان يقدر لهذا العامل قدره، فقد اعلن بين الناخبين انه مستعد للتنازل عن الترشيح لينال العضو الوفدي الفوز بالتزكية.. ولكن على شرط ان يعلن العضو الوفدي تنازله عن ربع ثروته لفقراء الدائرة..

وكان لهذه الدعاية اثرها بين الناخبين الذين تبينوا ان المرشح الفقير لا يبغى سوى رفاهية اخوانه الفقراء ومازال المرشح الوفدي يبحث عن “عبارة” يضيع بها اثر عبارة منافسه وتستطيع ان تقدر حيرة المرشح الوفدي اذا علمت انه من كبار اثرياء التجار في القاهرة

“الحكومة معاه”!

وحدث في احدى دوائر من وزارة الداخلية نقل قريب له يشغل وظيفة ضابط بوليس باحد الاقسام التي تقع في دائرته.. قائلاً ان بينهما قضايا منظورة بالمحاكم وانه يخشى ان يساعد خصمه على النجاح نكاية فيه. واستجابت وزارة الداخلية لطلب المرشح.. ونقل الضابط الى مركز بوليس اخر.. ولم يفت منافس المرشح ان يستغل هذا النقل لمصلحته اذ سرعان ما راح يعلن بين سكان الدائرة انه استطاع ان ينقل الضابط لانه “قريب” المرشح الاخر. واخذ يتهامسون حول قوة نفوذ نفوذ المرشح.. السريع الخاطر!

الغاية تبرر الواسطة

اعتاد احد المرشحين الشبان ان يرشح نفسه عن نفس الدائرة التي اعتاد صهره “والد زوجته” ان يرشح نفسه فيها.. وقد كان يحدث دائماً ان يفوز والد الزوجة في الانتخابات..وقد رشح الزوج نفسه في هذه المرة ايضاً ضد والد زوجته كالعادة، ولكنه –لكي يضمن فوزه على صهره- ارسل زوجته الى بيت ابيها ومنافسه.. وجعل عودتها الى بيت الزوجية شرطا لنجاحه!

ولم يستطع اصدقاء الطرفين حتى كتابة هذه السطور اقناع الزوج بان الزوجية والانتخابات شيئان مختلفان.. بل اصر الزوج على ان الغاية تبرر الواسطة!

يشتري دائرة

وكان لاحد المرشحين ارض مساحتها 30 فدانا باع منها 15 فداناً لينافس مرشحا اخر في احدى دوائر الصعيد يملك ثمانية الاف فدان!

ومع ان المرشح الثري محبوب في دائرته.. الا انه كان يخشى ان تتأرجح كفتا الميزان بينه وبين منافسه نظراً لعائلته الكبيرة الكثيرة العدد في الدائرة..ولكن لم يطل به الامر حتى اهتدى الى فكرة.. هي ان يعلن بين ناخبي الدائرة انه سيشتريها ويريح نفسه من منافسة المرشح الاخر الذي القى بخمسة عشر فداناً في الهواء..

وحينئذ قام من بين عائلة المنافس من يقول ان قريبهم لا شك مجنون حتى يقامر بارض كان من واجبه ان يحافظ عليها، واجتمعت رؤوس العائلة لتقرر في جلسة صاخبة ضم اصواتها الى جانب المرشح الاخر.