دور التكنولوجيا في تحسين حياة ذوي الاحتياجات الخاصة

586

رفاه حسن /

يواجه ذوو الاحتياجات الخاصة الكثير من الصعوبات في حياتهم وعلى الرغم من توفر المساعدة ودعم الاهل والاصدقاء الا أنهم يشعرون دائما بأنهم عبء ثقيل على من حولهم، لذلك يستمرون في البحث عن كل الادوات التي تساعدهم للتخفيف عن كاهل الآخرين والاعتماد على أنفسهم في تلبية حاجاتهم اليومية.
ومن هذا المنطلق عمل المطورون على أن يكون للتكنولوجيا دور مهم وفعال في مساعدة هذه الفئة من الناس وتحسين حياتهم ومنحهم إحساساً بالاستقلالية والاعتماد على النفس، فلقد ظهر الكثير من البرامج والتطبيقات التي تساعد الصم والبكم والذين يعانون من ضعف البصر او انعدامه، بعض هذه التطبيقات تعتمد على التكنولوجيا بشكل كامل في استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل الموقف وتقديم الخدمة المناسبة للشخص المحتاج لها، ولكن بعضها الآخر يعتمد على المتطوعين وهم أشخاص لا يعانون من مشاكل النظر والسمع والبصر ويتطوعون لمساعدة هذه الفئة من الناس من خلال تطبيقات تم تطويرها خصيصا لهذا الغرض، نتعرف اليوم على مجموعة محدودة من هذه التطبيقات الانسانية الرائعة:
1-تطبيق Be My Eyes وهو واحد من أفضل التطبيقات لمساعدة ضعاف البصر والمكفوفين على التجوال والتمتع في زيارة الاماكن المختلفة وهو يعتمد على المتطوعين بشكل أساسي، إذ يرسل الشخص المكفوف طلبا على التطبيق وما إن يوافق أحد المتطوعين على طلبه حتى يتم فتح اتصال صوت وفيديو ليتمكن الشخص المبصر من خلال كاميرا الهاتف الخلفية من رؤية المكان الذي يتواجد فيه المكفوف ويصفه له بأدق التفاصيل، ليمنح بذلك الشخص المكفوف رحلة آمنة وممتعة، وهنالك تطبيقات أخرى تعمل بنفس المبدأ، إذ تتم مساعدة الاشخاص المكفوفين على تمييز الألوان والكلمات والاشياء من حولهم في المنزل او الشارع.
2-تطبيق Aipoly وهو تطبيق يقدم خدمات مشابهة لما يقدمه تطبيق Be My Eyes ولكن الاختلاف بينهما أن Aipoly يعتمد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لمساعدة المكفوفين بدلا عن المتطوعين ومن خلال تمرير كاميرا الهاتف الذكي على الاشياء ليتم تمييزها وعرضها بشكل تسجيل صوتي على المستخدم، ومن الرائع أن هذا التطبيق يدعم اللغة العربية كما يمكن استخدامه بدون الاتصال بالانترنت كما أن التطبيق قادر على تمييز ما يقارب 2000 حيوان ونبات فضلا عن 1400 لون، لذلك يعد هذا التطبيق فعالاً جداً لمساعدة المكفوفين على التأقلم مع محيطهم داخل المنزل او خارجه.
3-تطبيق Transcence وهو تطبيق مخصص للاشخاص الذين يعانون من ضعف السمع او انعدامه، إذ يساعدهم على التواصل والمشاركة في المحادثات والنقاشات الجماعية من خلال ربط هاتف الشخص الاصم بهواتف الاشخاص الآخرين داخل المجموعة عن طريقة تقنية البلوتوث بعدها يتم تشغيل المايكروفون الخاص بكل جهاز، فيقوم التطبيق بالتقاط الاصوات وترجمة الاحاديث الى كلمات مطبوعة تظهر على شكل شات المراسلة، إذ يظهر الكلام على شكل فقاعات تحمل كل واحدة منها اسم المتكلم ليميّز الشخص من هو المتحدث.
4-تطبيق تواصلي وهو تطبيق عربي لمساعدة الصم والبكم، إذ يقوم الشخص الاصم بالكتابة من خلال لوحة المفاتيح وهي لوحة خاصة بلغة الاشارة باللغة العربية فيقوم التطبيق بتحويل لغة الاشارة الى اللغة العربية وعرضها على الشخص السامع، كما يستطيع السامع أن يتواصل مع الاصم بلغة الاشارة دون أن يتعلمها من خلال التطبيق، إذ يمكنه الكتابة او الكلام باللغة العربية فيقوم التطبيق بتحويل الكلام الى لغة الاشارة ويعرضه على الشخص الاصم.
5-ولا ننسى دور التكنولوجيا والاطراف الصناعية اليوم في مساعدة الاشخاص الذين فقدوا أطرافهم في الحوادث والحروب، أولئك الذين ظنوا لوهلة أن حياتهم انتهت ولكن هذه التقنية أعادت لهم الأمل في الحياة والعمل والإنجاز.
وهذا غيض من فيض تأثير التكنولوجيا على حياة هذه الفئة من الناس الذين أصبحوا اليوم قادرين على مشاركتنا في أغلب فعاليات الحياة بمساعدة التقنيات الحديثة التي منحتهم مساحة أوسع من الحرية للتنقل والمشاركة وإبداء الرأي في النقاشات الجماعية فضلا عن خدمة أنفسهم بأنفسهم، ولا يقتصر الامر على البرامج والتطبيقات لأن أغلب الاجهزة الذكية اليوم تدعم خدمة المكفوفين في أنظمتها من خلال توفير تصميم للواجهات وأدوات أخرى مناسبة لهم، منها قارئ الشاشة الذي يقرأ للمستخدم كل ما يظهر على شاشة جهازه كما يساعده على الرد والتفاعل حتى على مواقع التواصل الاجتماعي.