زياد الرحباني:عاطفتي بهذا التسلسل: أحب الله ثم البنات فالموسيقى!

1٬061

ارشيف واعداد عامر بدر حسون /

زياد هو الغرسة النابضة النابتة في ارض الرحابنة، وأرض الرحابنة المضيئة بفيروزتها.
وفيروز التي طالما اجزلت العطاء، تعطي للفن اللبناني شاباً صغيرا يبدو انه سيكون لبنة متماسكة في جدار الفن شيده ابوه عاصي الرحباني.
وزياد في السادسة عشرة من عمره، يتابع دراسته في مدرسة الجمهور، بارع في مادة الانشاء، متوسط في باقي المواد، ولا يتوقف عن ممارسة هوايته الموسيقية حتى في ايام الدراسة.
وزياد ورث عن الرحابنة ملكة الشعر وموهبة الموسيقى وخفة الظل، ولكنه لم يرث عن امه جمال الصوت، وعندما سألته اذا كان قد سبق له وجرب الغناء قال ضاحكاً:
– صوتي بالويل.. جربت مرة فهرب من الحضور ثلاثة.
* وكم كان عدد الحضور؟
– ثلاثة..

زياد وكتاب “صديقي الله”
وزياد اصدر منذ ايام كتابه الاول من الشعر المنثور، “صديقي الله” الذي خطه وهو في الرابعة عشرة، وفي “صديقي الله” محاولات طفولية تبشر بالخير في المستقبل.
وعن الايام ينهي زياد كتابه قائلاً:
الأيام أبواب
على كل منها حارس
وقد كتب علينا
ان نخلق كل يوم
وعلى كل باب
قصة جديدة
نلهي بها الحارس
ليفتح لنا الباب
الى باب آخر.

وزياد متفائل، موقع بالفرح، يجد فيه ارضا خصبة للعطاء، وقال لي:
– الفرح يهزني، يدفعني الى البيانو، لحظة الفرح اكثر عطاء، وعن الفرح يقول زياد في كتابه:
حائر أنا
بين أن يبدأ الفرح
مخافة ينتهي

وزياد الذي لم ينفصل بعدعن مرحلة الطفولة يعبر عن مشاعر الاطفال البريئة قائلاً:
أشياء ما حلت
ولن تحل
هي أن الطفل
يود لو يأكل مرتين من الحلوى
ويمنعونه
هي ان الطفل
يود ان يلعب على مدى الايام
ويمنعونه

الشعر والوراثة والله

وسألت زياد:
* هل تعتقد ان ملكة الشعر وراثية؟
– الشعر لا يتوارث، وابن الشاعر ليس بالضرورة شاعراً.
* ألا تعتقد ان الجو الذي عشت فيه ساعد على انماء مواهبك؟
– لا شك في ان الجو المشبع بالموسيقى والشعر والطرب قد ساعد على تنمية مواهبي.
* في كتابك تحدثت كثيرا عن الله، فماذا يمثل الله بالنسبة اليك؟
– الله هو الضمير، وهو المحبة والثواب.
* والعقاب والآخرة والجنة والنار؟
– اعتقد ان الله لا يعاقب احداً، اذ ليس بن الناس من هو بلا خطيئة.
* ولكن الخطايا ليست متساوية؟
– لا توجد معايير للخطيئة، ولا يمكننا ان نزن الخطيئة بالكيلو أو الغرام، فاما ان يكون الانسان انساناً بخطايا، واما ان يكون بلا خطايا فيتحول عندئذ الى ملاك.
ولأنه ليس بين البشر ملائكة، فإن الله لن يعاقب الجميع، هذا غير معقول، وهو صديقي وصديق كل الناس، وهو سبحانه، لا يتدخل في حياة الاخرين الا في سبيل الخير.
هكذا يرى زياد الرحباني الله، ويقول في كتابه:
وقالوا يوماً: ان الله صديقي ورحت افتش عن صديقي في الاحراج، بين الزهور في الأشجار المورقة، وراء الصخور وخافت مني العصافير وهربت.
ترى صديقي كالعصافير خاف مني وهرب؟
وسألتهم: صديقي هل يخاف؟
قالوا: يخاف الا تحبه؟
وقلت: أين هو؟
وقالوا: في كل مكان.

الشعر والموسيقى والاخراج
وسالت زيادا:
* الى أي حد تدخل والدك في الكتاب الذي اصدرته؟
– لقد شاهد والدي ما كتبت وصحح لي بعض الاخطاء، واطلع بعض الاصدقاء على انتاجي فشجعوني على نشره في كتاب.
وزياد يهوى قراءة الشعر القديم والحديث ويحب شعر سعيد عقل، ويقرأ لطاغور، غير ان ولع زياد بالموسيقى اكثر من ولعه بالشعر، وصديق طفولته هو البيانو، وينوي بعد اتمام دراسته التخصص بالموسيقى، وقد بدأ يتخطى مرحلة الهواية الى مرحلة الاحتراف، فهو يعمل اثناء عطلة الصيف في الفرقة الموسيقية، ويتقاضى من أبيه اجراً مماثلاً لأجر باقي الموسيقيين.
وزياد يصرف أجره فوراً كما يقول، فيشتري الكاميرات والافلام والمسجلات، انه يحب الاخراج، وقد قام مع صديقه منجد صبري الشريف ومجموعة من اطفال العائلة باخراج عدة افلام سينمائية قصيرة من قياس 8 ملم.
وسالت زيادا عن أنجح الافلام التي حققها فقال:
– في الصيف الماضي حققنا أنجح عمل لنا، والقصة تدور حول اطفال يلعبون ثم يتشاجرون من اجل زهرة، ويتدخل الاهل بالأمر، فيتقاتلون وتنتهي المعركة بموت البعض، وتظل الزهرة تشهد من مكانها مساحة الموت الحزينة، وتنتهي القصة بمرور رجل غريب يدوس الزهرة بقدميه.
وعندما سألت زيادا ايهما أحب الى نفسه، الاخراج ام الشعر، ام الموسيقى؟
– الموسيقى.
* هل لحنت شيئاً؟
– لحنت لهدى حداد اغنية اسمها “ضلي حبيني يا لوزيه”، وستذاع هذه الاغنية في التلفزيون بالشتاء المقبل، كما سجلت بعض المقطوعات الخفيفة للاذاعة.

زياد وعاصي وفيروز
وعلاقة زياد بوالديه علاقة طيبة، والعاطفة التي تربطه بهما قوية، وهو راض عن الحرية التي يتمتع بها، ويقول:
– علاقتي العاطفية بأبي وأمي متساوية، ولكنني ارتبط بوالدي بصداقة عميقة، واشعر ان بيني وبينه حواراً دائماً عن الموسيقى، وعندما أجد نفسي اعيش مشكلة الجأ اليه، لأنه رجل، ولأنه الاقوى والأقدر على حل المشاكل.
وعندما يختلف عاصي وفيروز يقول زياد انه يقف على الحياد، لأنه يعلم ان والديه سيتصالحان بالنتيجة، ولأن الداخل بين البصلة وقشرتها “بتطلع ريحته”..
قلت:
* وما هي مآخذك على ابيك؟
– انه يظل دائماً وأبداً وحتى في اوقات راحته، ساهياً عن كل ما حوله، ان له عالماً خاصاً لا يستطيع احد الدخول اليه، وكثيراً ما أتلقى الاجابة منه على سؤالي بعد مرور خمس دقائق، وكثيراً ما يعد الاصدقاء وينسى، فيأتي اصحابه الى المنزل فلا يجدونه و.. بتطلع الظة براسي!..
* وما هي مآخذك على أمك؟
– كثرة النوم، انها تنام كثيراً ولا نراها الا قليلا.
* ومتى تلتقون بها؟
وحبكت النكتة مع زياد وقال:
– في المناسبات الخاصة وأيام الآحاد والأعياد الرسمية..
* وهل انت عاتب عليها، أم انك تجد لها عذراً في ذلك؟
– عتبي عليها لا يمنعني من ايجاد عذر لها.
وزياد العاتب على امه لم يجد بعد “الجيرل غريند” التي تلهيه عن أمه، انه يعيش بلا صديقة رغم انه يحب الفتيات، ويقول:
– الفتاة صورة حلوة، ومنزلتها في نفسي تأتي بعد الله.
وسالت زياد:
* ألم يخفق قلبك مرة لأبنة الجيران مثلاً؟
– للأسف، ليس عندنا جيران..
– وزياد لا يحب أن يرقص الرقصات الحديثة، وان كان يحب التفرج عليها، وهو معجب بالمبادئ الهيبية، وليس بالنتيجة التي وصل اليها الهيبيون، غير انه لا يحب ان يكون هيبياً لا من حيث المبدأ ولا من حيث النتيجة!