سر السعادة الحقيقية في الحياة
ناتاليا تايلوسوفا – ترجمة: آلاء فائق عن موقع برايت سايد /
لكي نحظى بحب أبناء مجتمعنا ونكون فاتنين وساحرين بأنظارهم، نحاول غالباً إظهار أنَّنا مثاليين ولا تشوبنا شائبة. لكن من المهم معرفة أنّه لا أحد في هذا الكون يولد مثالياً. علينا أن نعي أنّه لا يمكننا إرضاء جميع من حولنا ويجب ألا نحاول القيام بذلك، علينا أن نرضى بأنفسنا كما نحن، بدلاً من محاولتنا إرضاء الآخرين، فنحن بهذا سنكون بمثابة أقطاب جاذبة للسعادة والعلاقات الحقيقية.
هذا هو السبب الذي جعل موقع Bright Side يجمع قائمة بالأشياء التي يجب أن نتوقف عن فعلها فوراً لإثارة إعجاب الآخرين والعيش بشكل كامل من خلال إعطاء الأولوية لأنفسنا والاعتداد بذاتنا.
السفر للتباهي!
زعمت دراسة حديثة أنّ الناس عادة ما يسافرون من أجل “إعلاء منزلتهم الاجتماعية وللحصول على المزيد من اللايكات (الإعجابات) بمواقع التواصل الاجتماعي” بدلاً من استكشاف مكان السفر الذي نقصده، فقط لإثارة الحسد أو استمالة إعجاب الآخرين على مواقع التواصل الالكتروني. فالناس هذه الأيام باتوا يختارون أفضل الأماكن السياحية لتمضية عطلهم كي يحظوا بخلفيات جيدة لصورهم التي ينشرونها على مواقع التواصل الاجتماعي. لقد حان الوقت بالنسبة لنا جميعا للتوقف عن النظر إلى هواتفنا وكاميراتنا الفاخرة، وأن نعيش لحظة الاستمتاع برحلتنا التي قد لا تتكرّر مرتين، شاكرين ما تقدمه لنا الطبيعة..
إثارة إعجاب صديقتك
خلق عصر لقاءات العشاق في هذه الأيام ثورة لهذا الجيل تمثّلت بإقناع بعضهم البعض بما يسمى بالجوانب السعيدة، بدلاً من التعبيرات الصادقة والحوارات الصريحة. هذا لأنَّ أحد الشريكين أو كليهما يقضيان وقتاً قلقاً بشأن ما إذا كان الطرف الآخر يحبه أم لا. أعلم أنّ الصدق هو أسرع وسائل الولوج لقلب الطرف الثاني وهو وحده الذي يساعدك دائماً، لأنّ الشخص المناسب سيقدّر دوما صدقك ولن يتركك أبداً.
في بعض الأحيان، نبذل جهداً إضافياً لإثارة إعجاب شخص ما، كالمبالغة المفرطة بالعناية الشخصية، ارتداء ملابس فاخرة، أو أن نكون أكثر لطفاً وودية بشكل عام، رغم أنَّ هذا يمكن اعتباره من الأمور الطبيعية، لكن الدراسات الحديثة توكد أنّنا أحياناً نتباهى لمجرد البقاء على قيد الحياة. ولكن ما لا يبدو طبيعياً هو عندما تصبح شخصاً مختلفاً تماماً لإثارة إعجابهم والقيام بأشياء لا تشعر بالراحة عند القيام بها أول الأمر وهذا ما قد ترغب في الابتعاد عنه.
الإسراف في الإنفاق
في وقتنا الحاضر، تتمحور حفلات الزفاف حول التباهي بالثروة أو إثارة إعجاب الضيوف أو مجرد جعل “اللحظة” لحظة خاصة. الآن، لا نقترح عليك تكوين فكرة سيئة، لكن الدراسات الحديثة نفسها تشير إلى أنَّ إقامة حفل زفاف ضخم وإنفاق آلاف الدولارات لتقديم الطعام للأقارب والأصدقاء، قد يزيد من احتماليات الطلاق مستقبلاً.
من ناحية أخرى، يمكن أن تؤدي حفلات الزفاف المقتصدة في الواقع إلى زواج سعيد وطويل الأمد.
في أيامنا هذه، يحب الأزواج التبختر بعلاقتهم على وسائل التواصل الاجتماعي ليثبتوا لبعضهم البعض وللعالم أن حبَّهم قوي. تدّعي إحدى الدراسات الحديثة أن الدافع وراء تحميل الكثير من منشورات وصور العلاقات الزوجية بما يطلق عليه إظهار العلاقة هو الشعور بالرضا، فالأزواج الذين يشعرون بعدم الأمان بشأن العلاقة أو قد يشعرون ببعض الإحباط تجاه شريكهم، باتوا يستخدمون منصات وسائل التواصل الاجتماعي من أجل ما يعرف بـ”التحقق الخارجي” أو “External Validation” من أجل جعل أنفسهم يشعرون بتحسن. بعبارة أخرى، قد تبعث التعليقات الإيجابية الصادرة عن مرتادي شبكتهم الراحة والتخفيف من ضيقهم الشخصي بشأن علاقتهم الزوجية الهشة.
التواضع الزائف
التفاخر المتواضع هو أشبه ما يكون بالتواضع الزائف. تزعم إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين يتفاخرون علانية هم أكثر صدقاً. يبدو التفاخر المتواضع أشبه (بالتباهي والتذمر الجزئي) وهو أكثر من مجرد كونه مزعجاً، انصحك إذا كنت تريد التباهي، فقط تباهى علانية دون تردد أفضل من التباهي المبطن.
فالتفاخر المتواضع أسوأ من التبجح وأقبح من الغرور نفسه، فهو الرغبة بالحصول على المديح والتعاطف في الوقت عينه من خلال الترويج للنفس بطريقة إيجابية. وهو ينطلق من رغبة بعض الناس بجعل الآخرين يعجبون بهم ويتعاطفون معهم. هذه الآلية هي مقاربة غير مباشرة سواء بالتصرفات أو بالكلام.
لتوضيح الفكرة أكثر، ثمة شخص تم قبوله في إحدى الجامعات العريقة يقرّر الكتابة عن الأمر على مواقع التواصل “ما زلت لا أعرف كيف تم قبولي في جامعة هارفرد؟ هل يمكن لأحد إجابتي عن هذا التساؤل.. أمر غريب حقا!”.
بهكذا تصرف هو يظهر تبجحه بأنَّه تمّ قبوله في هارفرد ولكنّه يحاول أن يظهر تواضعه من خلال ادعاء عدم معرفة السبب وبذلك سيحصل على ردود تتنوع بين تأكيد ذكائه أو الاستغراب من واقع أنّه يظنّ بأنّه لا يستحقه.
عدم التخلي عن أحلامك
إنَّ الأحلام والتطلعات هي أحد أفضل طرق الازدهار في الحياة، لا سيما عندما يبذل المرء الغالي والنفيس من أجل تحقيقها. لقد قطعت شوطاً بعيداً وأخذتك الحياة إلى هذه اللحظة بالذات، ولكن هذا كله سيكون بلا جدوى إذا تم التقليل من أهمية الأشياء التي كرّست حياتك من أجلها، فقط لإرضاء شخص آخر. لا تفعل هذا بنفسك! فأنت دائما تستحق الأفضل في كل شيء.
وأنت عزيزي القارئ هل بذلت أو أي شخص آخر تعرفه جهوداً كبيرة لإثارة إعجاب شخص ما؟ هل نجحت؟ أم وجدت أنّك فعلت ذلك على حساب نفسك وطاقتك.