شجار بين شابين تدفع ثمنه طفلة بريئة!!

1٬287

د.معتز محيي عبد الحميد/

لحظة واحدة احترقت فيها الأعصاب وأساء كل واحد منهما الظن في الآخر فوقعت الجريمة ولم يكن الضحية هو الجاني، انما كانت طفلة رضيعة هي التي دفعت الثمن،
فقدت حياتها في غمضة عين! كان الجميع يستعد للذهاب إلى منزله قبل آذان المغرب، فقد كان الجو شديد الحرارة في شهر آب..
مشهد الناس وهم يتراكضون للذهاب الى بيوتهم في حي الشيشان،
كان يوحي بقرب موعد الافطار، فجأة رأى الناس مشهدا أنساهم جوعهم وعطشهم. شاهدوا رجلا يمسك بيده نصف (بوري) يحاول بكل قوته أن يضرب به رجلا آخر، المشهد كان مثيرا، الرجل يمسك (بالبوري) للوصول الى هدفه، الشاب الآخر يحاول الافلات من قبضته، حتى يسقط على ظهره، يرفع الرجل يده الى أعلى بقوة، لكن قبل أن يهوى على الشاب بالحديدة تتدخل زوجته وهي تحمل على كتفها طفلة، تلقي في وجه الرجل حجرا كبيرا اصاب رأسه، وذهبت الى زوجها حتى تطمئن عليه!.. وفي اللحظة التي كانت الأم تطمئن بها على زوجها الذي وقف ينفض الأتربة عن ثيابه، شعرت الأم بترنح ابنتها على كتفها وسقوطها على الأرض وهي جثة هامدة! لتلمح بطرف عينيها الرجل الذي كان يتشاجر مع زوجها يجري هاربا بسرعة باتجاه سيارته ليهرب بها أمام أنظار الجميع، لا الأم ولا زوجها يستوعبان ما حدث. أسئلة كثيرة دارت في ذهنيهما، لماذا هرب هذا الرجل من أمامهما بهذه السرعة؟ لكن الإجابة جاءتهم من صرخات الناس وهم يقولون (البنية.. البنية.. راحت تموت) عندها نظر الوالدان اليها وجداها في حالة غيبوبة، رأسها متورمة وجهها أزرق قاتم، تصرخ الأم بأعلى صوتها وهي تنادي على ابنتها، لكن لم يأت منها سوى أنين مكتوم، يصرخ الأب مفزوعا لحالة ابنته فيستنجد بسائق أجرة ويطلب منه ايصاله الى أقرب مستشفى، وهناك في المستشفى قرر الأطباء تحويلها الى الجملة العصبية لخطورة حالتها، وأثناء آذان العشاء صعدت روح الطفلة الطاهرة الى بارئها!… الشرطة داخل المستشفى علمت بالاعتداء على الطفلة وضربها من قبل الرجل الغريب وبدأت بأخذ إفادة الأب والأم لمعرفة أسباب الحادث، المعلومات التي جمعتها الشرطة كانت ضعيفة جدا، لكن اهتمام الشرطة بالحادث عجل من سقوط المتهم، فقد ركز المحقق على مواصفات المتهم، ذكر والد الطفلة أنه شاهده في (السكلة) التي يعمل فيها منذ اسبوع وأن سيارته بيك أب قديمة واحد مصابيحها الأمامية مهشم، من خلال هذه المعلومات وضعت الشرطة كمينا في المناطق القريبة من السكلات التي تسكنها العوائل، وبعد أيام تم القبض على الجاني عندما عاد مساء الى بيته، واعترف المتهم بارتكابه الجريمة، حيث اخبر المحقق أنه ضرب الطفلة على رأسها (بالبوري) من دون قصد، لانه كان يريد ضرب أمها التي ضربته بالحجر في وجهه..
هل كان يقصد الجاني قتل الطفلة؟
التقينا بالمتهم داخل الموقف، رجل في الثلاثينات من عمره، لديه جرح في رأسه، علمت منه أنه الجرح الذي احدثته الزوجة وهي تدافع عن زوجها، نظر الي والى الأرض وتكلم بعدها قائلا: لا أعرف ما حدث، كنت في طريقي لاحضار عمال من السكلة وأمام أحد البيوت في منطقة (الحواسم) وجدت رجلا وامرأته يتشاجران، فقلت للرجل “حتى في رمضان تتعارك مع زوجتك، ولم اكمل الكلمة حتى فوجئت به ينقض علي ويضربني بقوة على وجهي، فلم أجد أمامي سوى الدفاع عن نفسي بقطعة الحديد التي كانت في سيارتي، وأثناء ذلك قامت زوجته بضربي بطابوقة على وجهي، وفي هذه اللحظة دافعت عن نفسي بضرب الزوجة، لكن الضربة جاءت على رأس الطفلة ومن دون أن أقصد، فقد كان الدم يغطي وجهي ولم أر شيئا، تركت المتهم واتجهت الى بيت الأب اردت معرفة الحقيقة منه، قبل أن اتحدث مع الأب (أ) في تفاصيل الحادث اخرج من جيبه تقرير الطب العدلي وشهادة الوفاة وبدأ في قرأتها (كسور متعددة بعظام الجمجمة وكدمات متعددة بالمخ أديا الى توقف القلب والدورة الدموية والوفاة) بعد أن اكمل الأب قراءة التقرير دخل في نوبة بكاء مع زوجته، بعدها مسح الرجل دموعه وقال كنت واقفا أمام داري مع زوجتي وابني بانتظار مدفع الافطار ومر المتهم أمامنا بسيارته وعندما رأى زوجتي اخذ يتحرش بها بكلمات وألفاظ نابية وسمعته يقول (حتى في رمضان الحلوة تخبل!) وهنا اثارت الكلمات رجولتي فالتفت اليه وقلت له (متستحي نحن في رمضان وانت تعاكس اعراض الناس هذه زوجتي). فرد علي بكل وقاحة وهو يبستم (زوجتك! وهي بهذه الملابس المغرية)، لم اتمالك نفسي ذهبت اليه وهو راكب سيارته فضربته بقوة وعنف ففتح الباب ودفعني به ونزل من سيارته ومعه قطعة (البوري) وهجم علي وهو يصرخ في وجهي، شعرت أنه يريد أن يقتلني، فرجعت الى الخلف حتى احافظ على حياتي وسقطت على ظهري، فهم الرجل برفع الحديدة الى أعلى وانتظرت سقوطها على رأسي، لولا تدخل زوجتي التي دافعت عني بقذف الرجل بالطابوقة وانقاذ حياتي، في أثناء ذلك أخذت زوجتي تتفحصني حتى تطمئن علي وكانت الطفلة على كتفها، لكن المجرم أراد أن ينتقم منها، فشاهدته وأنا ساقط على الأرض يضرب زوجتي بالبوري أربع مرات وبعدها ركض وركب سيارته بسرعة فقمت حتى اطمئن على زوجتي التي اكدت لي بانها بخير، لكن الناس من حولنا صرخوا على ابنتي بانها اصيبت في رأسها اخذتها في سيارة أجرة مسرعا بها الى المستشفى ولكن بعد ساعتين ماتت هناك.