عدنان القيسي:يوم قررت حكومة البكر (اغتيالي)!!

1٬053

عبد الجبار خلف/

في زيارته لبغداد عام 2009 سألت المصارع العراقي الشهير عدنان القيسي عن يوم مميز من عمره لا ينساه ولم يبرح ذاكرته، لم يستغرق ذلك عنده طويلا بل قال على الفور: انه يوم من أيام عام 1975، ذلك اليوم الذي غادرت فيه العراق ولم أرجع له إلا بعد 35 عاما من الغربة وكان وراء ذلك أسباب سياسية، هي التي دفعتني الى الفرار من العراق وليس الخروج بأرادتي بعد ان قررت حكومة البكر التخلص مني من خلال اغتيالي.

وحين طلبت منه التوضيح أجاب قائلا: بعد ان اصبحت مصارعا محترفا بعد فوزي على العديد من افضل المصارعين في العالم في احدى جامعات ولاية كلاهوما، قررت ان أزور بلدي العراق لمدة شهر أو شهرين، وبالفعل زرت العراق عام 1968 وهنا.. طرحت فكرة اقامة نزالات بالمصارعة الحرة على المسؤولين آنذاك فرحبوا بها فقالوا: (هذا بلدك) وبالفعل بدأت بتنفيذ الفكرة، فاتصلت بالاتحاد الأوروبي للمصارعة وسألته إذا ما كان لديه مصارع بالوزن الثقيل، فقالوا: لدينا (كريانكو) (جورج كريانكو الكندي وبطل أوروبا)، فجاء ومعه رئيس الاتحاد وصار النزال الأول الذي فزت به وكان قد اقيم في ملعب الشعب الدولي، المهم انني خضت ثمانية نزالات خلال هذه المدة، كان آخرها مع بطل افريقيا (برنس كومالي) عام 1975، وكان لهذه النزالات صدى كبير عند الشعب العراقي الذي احتضنني وشجعني.

توقف قليلا ثم عاد لاستذكار ذلك اليوم الذي لا ينساه من عام 1975 فقال: كان لديّ بعض الأقارب يعملون في القصر الجمهوري آنذاك، من اقارب الوالد والوالدة، وقد جاءني هؤلاء الأقارب في احدى الليالي وحذروني من البقاء في العراق لان مصيري سيكون الموت حتما، وقالوا لي انهم سمعوا في احد اجتماعات القيادة من يقول: (بعد ما استفدنا من عدنان القيسي، يجب ان نتخلص منه!!) وانا وانت نعرف معنى جملة (نتخلص منه)، وعلى الفور.. قررت مغادرة العراق هاربا الى الكويت ومن الكويت الى اميركا، وقد تركت كل شيء ورائي: اموالي وبيتي وأهلي.

وتابع بعد لحظات صمت: يبدو ان الحكومة آنذاك (حكومة البكر) كانت لديها دوافع سياسية لفائدتها ولكن ليس لي علم بها، وأنا اعترف ان النزالات عندما اقيمت غطت على أشياء كثيرة في البلد وافادت الحكومة من نواحٍ كثيرة، وقد سمعت فيما بعد من يقول ان الشعب (إلتهى) بالمصارعة وعدنان القيسي، وكأن الحكومة ما كانت لديها أية مشكلة، كما انني قرأت مقالا كتب فيه كاتبه ان عدنان القيسي جاء لتلهية الشعب وان الحكومة استغلت ذلك لتمشية أمورها، انا قرأت فقط ولكنني لم أوقع على ورقة ولم ارتبط باي حزب من الأحزاب لكي اعرف انه يستفيد مني. ويستطرد في حديثه: انا لم تدخل في رأسي فكرة الدوافع السياسية، ولم تؤثر في نفسيتي ولا طبعي ولا شخصيتي، كنت اتصارع كرياضي واخدم الجماهير، والى الآن أنا مشهور ويقال انني تركت أثرا في التاريخ.

وختم بالقول: على الرغم من ندمي على مغادرة العراق آنذاك الا ان هروبي منه كانت فيه نجاتي.