عزيز عبد الصاحب: لحّنت أغنية لحسين نعمة !

650

عبد الجبار خلف/

حين استوقفت الفنان عزيز عبد الصاحب (1937- 2007) ليذكر لي يوماً من أيام عمره له خصوصية عنده ولم يسبق أن باح بسرّه، جلس قبالتي وراح يمسّد لحيته البيضاء ثم دفع نظراته بعيدا، شعرت أنه دفع صنّارة تذكره في أعماق السنين، وبعد قليل ..

وجدته يبتسم ثم يقول : جعلتني أذهب الى الناصرية والى عام 1967 بالتحديد، وأجيء لك بيوم كان يختبئ في زوايا الذاكرة ولم أحدث به أحداً.
صمت قليلاً ثم راح يحدثني عنه قائلاً : إنه يوم من أيام شهر آذار عام 1967 وكنت آنذاك مشرفاً على النشاط المسرحي في مدينة الناصرية إضافة الى كوني مخرجاً وممثلاً، ومن حولي على الدوام أصدقاء الفن والشعر كانوا يعملون في سلك التعليم، أي معلمون، ومنهم اللذان أخصهما بالذكر الشاعر المرحوم قيس لفتة مراد والمطرب حسين نعمة ،حيث ارتبطا معي بحادثة فريدة لن انساها.

وأضاف: في إحدى جلساتنا المعتادة تسلمت كلمات شعر شعبية من الشاعر قيس لفتة، فأعجبتني، وعلى الفور رحت أدندن بها، وما شعرت إلا وأنا أقوم بتلحينها بإيقاع خفيف وبدون أية آلة موسيقية، هذه الأغنية أعجبت حسين نعمة الذي لم يكن يعرف طريق بغداد بعد ولم يدخل الإذاعة، لكنه كان معروفاً في الناصرية كمغنّ في الحفلات وكان يقلد فهد بلان وعوض دوخي، طلب حسين مني أن يغنيها، وسرعان ما حفظها، وفي أول حفلة لفرقة النشاط المدرسي غناها، ففرحت كثيراً لاسيما أن الأغنية اشتهرت فيما بعد.
وتابع وهو يستذكر الأغنية : تقول كلماتها :

مد الليل يطويني

يذبني ويرد يطويني

وانا بتبريح ، ريشة بريح

ألاويها وتلاويني

ما أندل مكاني وين

ضعت وضاع تمكيني

لو عانيت ما عانيت

خلقت بنفسك اعذاري

خلي اشما تكول الناس

منهو الناس؟ انت الناس

بس ارض عني، اتصير

الدنيا افراح الي واعراس

ما من ضير ، ما من خوف ما من باس !!